عن عمر ناهز الـ74 عاماً، غيّب الموت عالم الإجتماع الجزائري علي كنز (1964-2020)، في العاصمة الفرنسية بعد صراع مع مرض عضال. وقد نعى الوزير الأول في الجزائر عبد العزيز جراد الراحل، معتبراً أن البلاد «خسرت برحيله مفكراً كبيراً تخصص في التحولات الإجتماعية في الجزائر». كذلك، نعته وزيرة الثقافة الجزائرية مليكة بن دودة، قائلة :«غادر بهدوء بعدما حرّك لعقود أسئلة معرفية من عمق المجتمع والنخبة الجزائرية». وأضافت: «لقد أثرى المكتبة العربية بكتب قيمة ومراجعات ودراسات قل نظيرها في علم الإجتماع منذ السبعينيات». ولد كنز في مدينة «سكيكدة» الجزائرية، وعمل مدرساً مساعداً للفلسفة في «جامعة الجزائر»، عام 1970، وبعدها حلّ مديراً «لمركز بحوث الإقتصاد المطبق على التنمية». عام 1995، أصبح أستاذاً لعلم الإجتماع في جامعة «نانت» الفرنسية، وتولى مناصب أخرى، في منتديات ومجالس تنمية وجمعيات عربية، تخص علم الإجتماع. شملت موضوعاته العمل والتنمية وعلم اجتماع العلوم. وفي جعبة المفكر الجزائري، العديد من المؤلفات باللغة الفرنسية أبرزها: «العلوم والتكنولوجيا والمجتمع»، و«خمس دراسات حول الجزائر والعالم العربي»، و«خلال الأمة»، و»الكتابة في المنفى».. قبل أن ينخرط في عملية تعريب علم الإجتماع.
شكّل علي الكنز، نموذجاً للمثقف الجزائري، الذي عاش بدايات تشكل وعيه الإنساني والمعرفي في ظل نشوء «الحركة الوطنية» الجزائرية التي مهّدت للثورة الكبرى في البلاد. واستطاع أن يلتقط جملة من التحولات التي عرفها الشارع الجزائري بعد عقدين من الإستقلال. وفي انتقاله الى القاهرة لتعلم اللغة العربية، استطاع المفكر الجزائري، أن يصقل تجربته التي حظيت بنقلة نوعية في مساره الفكري، إذ ساهم بعد ذلك، في تأسيس «الجمعية العربية لعلم الإجتماع»، و«الجمعية الثقافية الجاحظية» التي ترأسها الروائي الطاهر وطّار، وجمعت مثقفين جزائريين معرّبين ومفرنسين.