في احتجاج فنّي جديد على حالة الإغلاق التي تعيشها مدينة غزة والعالم، لجأت النحّاتة الشابة الغزيّة رنا البطرواي (1983) إلى مواد متوافرة داخل البيت، لتصنع منحوتة بعنوان «البقاء المشروط» من الشمع الأحمر والتلج الأبيض. لطالما ركنت البطراوي في مشاريعها الفنيّة الأخيرة إلى تدوير المواد الطبيعية وتشكيلها من جديد في قوالب فنيّة. تقول لنا: «هذه المرّة كان استخدام مادة الشمع الأحمر، للتعبير عن حالة الإغلاق بسبب جائحة كورونا»، مستعينة بالمتعارف عليه قديماً، فالشمع الأحمر كانت تستخدمه المؤسسات الحكومية الكبرى للإغلاق. وتضيف: «أمّا مادة الثلج الأبيض، فهي للدلالة على تجمد الحياة بسبب جائحة كورونا»، ليكون الشكل النهائي عبارة عن منحوتة لامرأة من الشمع الاحمر داخل قالب كبسولة من الثلج الأبيض. ومع ذوبان الثلج يذوب الشمع الأحمر. المنحوتة تلك التي استغرقت الفنانة ثلاثة أسابيع متواصلة للوصول إلى فكرة، يمكنها من خلالها التعبير عن الأزمة التي تعيشها مدينتها حيث تم عرض العمل من خلال فيديو نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي معرض نحتي سابق، بعنوان «رماد وطين»، يعتمد على تدوير الموارد الطبيعية، وتشكيلها من جديد، استخدمت البطراوي مادة الرماد للتعبير عن حالة الانبعاث من الرماد، استناداً إلى أسطوة العنقاء الشهيرة. لكن تلك الأسطورة لم تكن السبب الوحيد، الذي دفع رنا لاختيار مادة الرماد، لصناعة منحوتاتها، فهناك أسباب عديدة أخرى. تقول لنا: «وجدت في الرماد مخزوناً بصرياً، خلف كل دمار وكل حرب، يتكوّم الرماد في الأنحاء، وتصبح غزة رمادية، وهو أيضاً مادة تحتفظ بعناصر الشيء المحروق حسب نتائج الفحص تحت المجهر». من هنا رأت البطراوي أنّ مادة الرماد تشبه أهل غزة، ذلك أنّهم بعد كل احتراق يبنون ويطورون أنفسهم من جديد، كما يفعل طائر العنقاء.