تأجّلت مواعيد فنية كثيرة في بيروت هذه السنة، وألغيت أخرى أيضاً. وفي وقت تستحيل فيه الزيارات والتجارب الحقيقية، قامت الغاليريات والمؤسسات الفنية بتعويض ذلك افتراضياً عبر نشر بعض المواد السابقة من فيديوات ولوحات وأعمال فنية على مواقعها الالكترونية. هكذا أطلقت «غاليري مرفأ» في بيروت برنامجها الافتراضي. الخطوة الأولى تمثّلت في فيديوهات فنية تحمل تواقيع ثلاثة من الفنانين اللبنانيين الذين عرضوا لديها في السنوات الفائتة، على أن تعرض على موقع Vimeo خلال الأسابيع الثلاث المقبلة. في المجموعة المنشورة مجّاناً للمشاهدين، اختارت الغاليري «قطار قطارات 1: أين المسار؟» (33 د ــ 1999) و«قطار قطارات 2» (30 د ــ 1999/2017) للفنانة اللبنانية رانيا اسطفان. في هذا الوثائقي التجريبي، تأخذنا اسطفان في رحلة بصرية شاعريّة تتبع فيها آثار سكّة القطار بين دمشق وبيروت، وأطياف مرحلة ما بعد الحرب الأهليّة. على القائمة الجديدة أيضاً فيلمان قصيران لأحمد غصين أحدهما «آخر كارتوغراف (رسام خرائط) في الجمهورية» (16 د ــ 2017) كان قد عرض ضمن معرضه «الأرض لمن يحرّرها» (2017). الشريط الوثائقي القصير أقرب إلى بورتريه مصوّر لأديب خالد الذي رسم معظم خرائط لبنان بطريقة الكارتوغراف خلال وظيفته في مديرية الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني. لكن هذه الوظيفة استبدلت بصور ولقطات الستالايت، لذلك يعيد الشريط التذكير بهذه التقنية، من خلال تصوير خالد وهو يقوم برسم الخرائط. يعرض لغصين شريط قصير آخر هو «المرحلة الرابعة» (37 د ـــ 2015) الذي يبني فيه المخرج عالماً وهمياً تجتمع فيه ثلاثة عناصر: السينما، والسحر من خلال شخصية الساحر شيكو والتغيرات التي طرأت على المساحات الطبيعية في جنوب لبنان. بالإضافة إلى اسطفان وغصين، تستعيد الغاليري فيلمين للميا جريج. الأوّل هو «رحلة» (41 د ــ 2006) الذي يعدّ رحلة في التاريخ الشخصي لجدّة الفنانة، بلقائه مع مراحل من التاريخ الجماعي في الشرق الأوسط. أما الشريط الثاني فهو من الانتاجات الأحدث للفنانة اللبنانية بعنوان «ليال وأيام» (17 د ــ 2007) الذي يصوّر مرور الوقت خلال صيف 2006 في لبنان، أي حرب تموز، فيما تأخذنا المشاهد إلى المساحات في الجنوب اللبنانية بين البؤر الطبيعية والركام الناتج من الحرب الإسرائيلية.