الأسبوع الماضي، أعلنت فرقة الروك البريطانية الشهيرة «كولدبلاي» إنّها ستتوقّف عن القيام بجولات فنية إلى أن تتأكّد من أنّها ستكون قادرة على تقديم سهرات خالية من انبعاثات الكربون و«مفيدة بيئياً». وأخيراً، كشفت فرقة Massive Attack البريطانية عن تعاون مع أكاديميين في سبيل رسم خريطة البصمة الكربونية لصناعة الموسيقى. هذه البصمة عبارة عن إجمالي الغازات الدفيئة الناتجة عن الانبعاثات الصناعية أو الخدمية أو الشخصية. أما قياسها، فيهدف إلى السعي للحد من الآثار السلبية لتلك الانبعاثات.هكذا، سيقوم باحثون من مركز «تيندال» لبحوث تغيّر المناخ التابع لـ «جامعة مانشستر» بتحليل البيانات من جدول الرحلات والتسجيلات ضمن جدول أعمال Massive Attack، للنظر في ثلاثة مجالات رئيسية يتم فيها توليد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون: السفر، والإنتاج، ونقليات الجمهور وأماكن إقامة الحفلات.
ترمي هذه التجربة اللافتة إلى توفير المعلومات والتوجيهات للعاملين في مجال صناعة الموسيقى عموماً، حتى يصار إلى تقليل تأثيرها السلبي على البيئة في ظل حالة الطوارئ المناخية المتفاقمة.
«في سياق الطوارئ، العمل كالمعتاد ــ بغض النظر عن طبيعته أو مكانته المرموقة أو شعبيته ــ غير مقبول»، كتب روبرت ديل النجا (المعروف بـ 3D)، المغني في Massive Attack، في مقال نشرته صحيفة الـ «غارديان» البريطانية لشرح التعاون.
وأضاف أنّ الفرقة حاولت تعويض انبعاثات الكربون على مدى 20 عاماً تقريباً، من خلال الدفع لزراعة الأشجار، وحظر استخدام المواد البلاستيكية المخحصصة للاستخدام الواحد، إلى جانب السفر بواسطة القطار كلما كان ذلك ممكناً. لكنّ أعضاء الفرقة التي تأسست في بريستول في 1987 توصلت إلى استنتاج مفاده أن «الموازنة تخلق وهماً بأن الأنشطة التي تولّد انبعاثات كربون عالية يمكن أن تستمر في أوساط الأثرياء، عن طريق نقل عبء العمل والتضحية إلى الآخرين ــ عموماً الموجودين في الدول الفقيرة في نصف الجنوبي من الكرة الأرضية».
مع العلم بأنّه سينتج عن التعاون إطار عمل يستند إلى البيانات التي سيتم جمعها من جولة Massive Attack المرتقبة.
تأتي هذه الخطوة في سياق اتجاه متسارع في بين الفنانين في بريطانيا للمساهمة في اجتراح حلول تساعد في الأزمة المناخية. مثلاً، منع مهرجان «غلاستونبري» استخدام البلاستيك لمرة واحدة، فيما ويتخذ عدد متزايد من الفنانين خطوات للحد من بصمتهم البيئية. وفي هذا الإطار، تعمل فرقة The 1975 على التقليل من انبعاثات الكربون في جولاتها، كما تعهدت بزراعة شجرة مقابل كل تذكرة يتم بيعها لجولتها في المملكة المتحدة في شباط (فبراير) الماضي، فضلاً عن توقفها عن إنتاج قمصان جديدة، في مقابل الطباعة على مخزون البضائع القديم.