مع التطورات الميدانية المتلاحقة على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، يبقى «الهروب الكبير» من الشمال الهاجس الأكبر الذي يؤرق إسرائيل بمستوطنيها والمستويين العسكري والسياسي فيها، لما له من تأثير يتجاوز جزئية الخسائر الاقتصادية في المنطقة أو انعدام الحياة فيها، إلى قدرة حزب الله على فرض إرادته، كما عبّر اللواء احتياط في جيش العدو يفتاح رون طال، في مواجهة لا تزال مضبوطة بسقف عام، ما يجعل القلق مضاعفاً لدى المستوطنين وقيادات جيش الاحتلال مما سيكون عليه الوضع لو تدحرج إلى مواجهة مفتوحة من دون ضوابط. وعبّرت صحيفة «معاريف» عن هذا القلق بالقول إن «حزب الله أراد أرضاً قاحلة في الشمال، وحصل على ما يريد»، في حين «يعمل عناصره على مسافة بضع مئات من الأمتار من الخط الحدودي»، بحسب القناة 12 العبرية. فيما تحدّث موقع «نتسيف نت» العبري عن «أضرار كبيرة» يلحقها الحزب بأنظمة الاستخبارات والرادار، و«يعمي قدرات الجيش الإنذارية، ومعظمها مُخفى عن الجمهور الإسرائيلي الذي لا يعرف سوى القليل جداً من الحقيقة».وكشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن سقوط مُسيّرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي من نوع «كوخاف»، طراز «هيرمس 900» ليل الخميس، في منطقة «وادي يزرعيل» بسبب «خلل فني».
في غضون ذلك، بقيت عمليات حزب الله على وتيرتها، واستهدف أمس تجمعات لجنود العدو في خلة ‌‏وردة وموقع الرمثا والسماقة (تلال كفرشوبا) ومحيط حرجي برعام والكرنتينا وموقع المطلة وثكنة راميم، وقصف المنظومات التجسسية في مسكاف وجل ‏الدير والمطلة انقضاضية. ‏
ورداً على قصف بلدة جناتا، قصف حزب الله مستعمرتي كريات ‌‏شمونة وكفرسولد بعشرات صواريخ كاتيوشا وفلق، ومبانيَ ‌‏يستخدمها جنود العدو في مستعمرات المطلة ومرغليوت ومسكفعام.