لا يألو العدو الإسرائيلي جهداً على الساحة الإلكترونية من أجل تجميع معلومات دقيقة ومعطيات حسّاسة لتحقيق مكاسب أمنية في موازاة معركته العسكرية الدائرة على أكثر من جبهة.يجمع العدو، في معركته الاستخباراتية، المعلومات من مصادر متعدّدة، سواء تلك المعلنة والمنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو التي يصل إليها عبر عمليات اختراق وتجسّس على الأنظمة المعلوماتية وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الخليوية، وحتى الألعاب الإلكترونية التي تُعدّ مصيدة ثمينة للمعلومات الأمنية. فما هي الأساليب التي يعتمدها العدو لتحقيق أهدافه على الساحة الإلكترونية؟

ثغرات الأنظمة المعلوماتية
يؤكد ياسر فضل الله، رئيس قسم المعلوماتية في جامعة USAL، أنّ «المشكلة الأساسية في موضوع الخروقات الإلكترونية للعدو الإسرائيلي تكمن في واقع أنظمة المعلوماتية التي تعاني ضعفاً بسبب ثغرات أمنية يعمد العدو الإسرائيلي إلى استغلالها كما جرى في مطار الشهيد رفيق الحريري أخيراً، مشيراً أن «الثغرات الأمنية موجودة في مختلف الأنظمة المعلوماتية التابعة لمختلف القطاعات في لبنان (المصارف، التكنولوجيا، التأمين، التعليم، الطبابة، مؤسسات حكومية…)، وأكدت ذلك دراسات عدة قامت بها الجامعة بالشراكة مع مركز بحوث تعزيز الحماية السيبرانية (Lebanon CERT )».
ويضيف: «نتيجة انكشاف عدد من أنظمة المعلوماتية في لبنان، في إمكان أيّ مُخترق مبتدئ الحصول على البرنامج الذي ينفّذ عملية الاختراق والسيطرة الكاملة على هذه الأنظمة، فكيف بالعدو الإسرائيلي الذي يمتلك إمكانات استخباراتية متقدّمة؟».

«الهندسة الاجتماعية»
«إن اختراق العدو للأجهزة الإلكترونية والهواتف الخليوية للأشخاص لا يتم بشكل عبثي وغير مدروس، بل يعتمد على مبدأ الهندسة الاجتماعية (Social Engineering) التي تقوم على تجميع معلومات عن شخص أو فئة محددة، والتعرّف إلى ميوله واهتماماته لتحديد وسيلة مناسبة لاختراقه أمنياً. وترتكز هذه الهندسة على سيكولوجية الإقناع، وكسب ثقة الأشخاص حتى يتخلّوا عن حذرهم، ويقوموا بالضغط على روابط غير آمنة تتيح اختراق أجهزتهم الإلكترونية» يقول فضل الله، مشيراً إلى أن «العدو يخاطب الأفراد كلاً وفقاً لاهتماماته. فإذا كان أحدهم من روّاد الفيسبوك مثلاً، تُرسل إليه روابط مشابهة لرابط الفيسبوك مع تغيير بسيط قد لا يلاحظه المستخدم على السرعة، مثل https://www.facebok.com، بهدف سرقة الحساب الخاص بالمستخدم، أو دفعه إلى تنزيل تطبيق يتيح اصطياد كل ملفاته، أو حتى مراقبة الجهاز والتحكم بالأدوات الأخرى كالكاميرا والمايكروفون وغيرهما، وهذا ما يسمى الـ phishing، وفي هذه الحالة ما من شيء موجود على الجهاز لا يمكن الوصول إليه». ويتابع: «قد لا يكتفي العدو بهذه الخطوة، بل يذهب إلى خطوات مهمة عبر ابتزاز الضحية بالفيديوهات والصور التي حصل عليها من جهازه أو هاتفه، لإجباره على التعاون وتحصيل معلومات أمنية».

الألعاب الإلكترونية
تُعدّ الألعاب الإلكترونية مسرحاً مهماً للعدو الصهيوني لتحقيق اختراقات أمنية عندما يستخدم الأطفال والشباب هذه الألعاب بطريقة غير آمنة.
«تشكل الألعاب الإلكترونية، بعائداتها المالية التي تصل إلى مليارات الدولارات أحياناً، سوقاً اقتصادياً مهماً للدول، وفي مقدمتها العدو الإسرائيلي»، وفقاً للخبير في الخصوصية الشخصية محسن الموسوي، لافتاً إلى أن «العدو يحقق مكاسب ومصالح أخرى تتعدى المصالح المالية، تصل حدّ الترويج لثقافته، وللأفكار التي تبرر وجوده، وتسعى إلى تغيير الصورة النمطية المجرمة في أذهان الشباب، عبر التواصل مع شباب مجتمعه عبر الألعاب الإلكترونية وفتح نقاشات معهم يكون نتاجها في الأغلب معلومات أمنية تخدم العدو».

تنزيل الألعاب
يشير الموسوي إلى أن «الألعاب الإلكترونية المصنّعة في مختلف بلدان العالم موجودة على play store بما فيها تلك المصنعة من قبل العدو الإسرائيلي، ولا يمكن منع وجودها كون مركز الشركة المالكة للتطبيق في الولايات المتحدة الأميركية، ربما يمكن القيام بذلك عبر متابعة ودعوى قضائية، ولكن ذلك يحتاج إلى قرار ومتابعة»، لافتاً إلى أن «كل لعبة موجودة على play store يوجد في خانة about اسم الشركة المصنّعة وموقعها الجغرافي، ويمكن التأكّد قبل تنزيلها إذا كانت تابعة للعدو الإسرائيلي أو لا».
يعتمد العدو على مبدأ الهندسة الاجتماعية التي ترتكز على سيكولوجية الإقناع


تحذيرات عند تنزيل الألعاب
قد يكون المستخدم للألعاب الإلكترونية هدفاً لتحصيل المعلومات من قبل العدو، إذ تطلب الشركة لتنزيل اللعبة أذونات مسبقة غالباً ما يعطي الأطفال والشباب موافقتهم عليها بشكل تلقائي. ويلفت الموسوي إلى أن «هذه الموافقة تعني ولوج العدو إلى الصور والفيديوهات والأرقام والملفات الموجودة على الجهاز، فضلاً عن البصمة الصوتية للمستخدم التي يتم التعرف إليها عبر الفويسات الموجودة على الهاتف، ويستخدم العدو الصور الموجودة على الهاتف من أجل تحصيل معلومات إضافية عن المستخدم عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: من هم أصدقاؤه؟ أين يذهب وما هي اهتماماته؟ تبدأ بعدها مرحلة جديدة يهدف فيها العدو إلى تجنيد هذا الشخص أو الوصول إلى أحد أقاربه عبره».

الرقابة على الأطفال
يؤكد الموسوي على «ضرورة وجود رقابة مباشرة للأهل على الأطفال تحديداً ما دون 10 سنوات، ويفضل وجود جهاز خاص للألعاب الإلكترونية، لا توجد عليه بيانات شخصية أو صور أو فيديوهات خاصة، وفي حال تعذّر ذلك يمكن تنزيل تطبيق الحماية العائلية (Google family link ) عبر تطبيق (play store) أو عبر الرابط (https://play.google.com/store/apps/details?id=com.google.android.apps.kids.familylink)



ألعاب إلكترونية إسرائيلية
تنشر «القوس» لائحة بأسماء الألعاب الإلكترونية الإسرائيلية والشركات المصنعة لها
1. Madbyte Games: Developed "Zula."
2. Azur Interactive Games: Contributed to "Infinity Ops: Online FPS."
3. About Fun: Developed "WarFriends."
4. Vivid Games and TabTale: Contributed to "Real Boxing 2 ROCKY."
5. nWay and Ilyon Dynamics: Contributed to "Battlepalooza."
6. Iron Rage Team: Developed "Iron Rage
7. Appsomniacs LLC and Appsolute Games: Contributed to "Mini Militia - Doodle Army 2."
8. OrangePixel and Thing Trunk: Contributed to "Heroes of Loot 2."
9. Gram Games and HyperBeard Games: Contributed to "Merge Magic!"
10. Game Insight and Pixonic: Contributed to "Guns of Boom."
11. Lucky Kat Studios: Developed "Beat Street."
12. King and Playtika: Contributed to "Pet Rescue Saga."
13. Wargaming and Persha Studio: Contributed to "World of Tanks Blitz."
14. Big Huge Games and Plarium: Contributed to "DomiNations."
15. DHGames and Ironhide Game Studio: Contributed to "Idle Heroes."


الشركات الإسرائيلية
1. IronSource: شركة تسويق الهاتف الذكي قامت بالمغامرة في نشر الألعاب وأسهمت في عدد من الألعاب المحمولة عبر فرع النشر الخاص بها.
2. Crescent Moon Games: رغم أن مقرها ليس في إسرائيل، تعاونت هذه الشركة الناشرة مع مطوري ألعاب إسرائيليين على عدة عناوين، بما في ذلك
Topia World Builder
و" Evertale".
3. Candy Grill: معروفة بألعاب مثل "Merge Dragons!"، و "Merge Magic!"، و "Dragon Mania Legends"".
4. Magma Mobile: استوديو تطوير ألعاب محمولة أنتج عدداً من الألعاب العابرة للحدود لأجهزة الأندرويد و iOS
5. Moon Active: مطوّر لعبة المحمول الشهيرة "Coin Master"، التي اكتسبت شهرة واسعة في جميع أنحاء العالم.
6. Playsnak: استوديو تطوير ألعاب له وجود في تل أبيب، معروف بعناوين مثل "Neon Seoul: Outrun" و "Neon Tide".
7. Tab Tale: معروفة بتطوير الألعاب العابرة للحدود والتعليمية للأطفال، بما في ذلك عناوين مثل "Run Sausage Run!" و "My Talking Tom".
8. Tilting Poin: رغم أن مقرها ليس في إسرائيل، عقدت هذه الشركة الناشرة شراكة مع مطوّرين إسرائيليين في ألعاب مثل "Warhammer: Chaos & Conquest" و "Star Trek Timelines"..