تمكنت استخبارات الجيش، أمس، من تحرير المخطوف السعودي مشاري المطيري بعد يومين على اختطافه. وبحسب المعلومات الأمنية، فإنّ المطيري الذي يعمل في الخطوط الجوية السعودية خرج فجر الأحد الماضي من مطعم كاريزما في واجهة بيروت البحرية، في طريقه إلى منطقة عرمون حيث يسكن، قبل أن يُفقد الاتصال معه.وكشفت مصادر أمنية أنّ المطيري كان مراقباً من عصابة خططت لخطفه في طريق عودته إلى منزله، حيث عمد أفرادها الملثمون إلى قطع الطريق عليه بواسطة سيارة من نوع «غراند شيروكي»، واقتادوه إلى سيارتهم تحت تهديد السلاح، واستولوا على سيارته، قبل أن ينقله الخاطفون إلى بلدة جرماش الواقعة ضمن قرى غرب العاصي، المتاخمة لبلدة القصر الحدودية في البقاع الشمالي. وقد أُجبر المخطوف على إرسال تسجيل صوتي لذويه يطلب فيه دفع 400 ألف دولار فدية لإطلاق سراحه، وقد زوّدت السفارة السعودية الأجهزة الأمنية بالتسجيل. وكان غريباً أنّ الخاطفين في عمليات مشابهة يعمدون إلى طلب مبالغ تصل إلى ملايين الدولارات، قبل أن يُخفّضوا المبلغ بعد التفاوض إلى 400 أو 500 ألف دولار، علماً أن المخطوف سعودي، وهو ما يعدّ «صيداً ثميناً» بالنسبة لهؤلاء. وقد رجحت المصادر أن الخاطفين ربما كانوا بحاجة ماسة إلى المال، ما اضطرهم إلى «اختصار الطريق»، بدليل محاولتهم سحب أموال من بطاقة الائتمان الخاصة بالمخطوف فوراً بعد خطفه.
المصادر الأمنية قالت إنّ الخاطفين الذين اجتازوا حاجز ضهر البيدر في سيارة مسروقة، كانوا يرتدون ملابس عسكريي الجيش اللبناني وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هويتهم وهوية العقل المدبر للعملية م. جعفر.
ولتضليل الأجهزة الأمنية، جال عدد من أفراد المجموعة الخاطفة بهاتف المطيري في عدد من المناطق، وأقدموا على فتحه في جونية والحازمية وبيروت والضاحية الجنوبية، بهدف الإيحاء بأنّ المخطوف لا يزال في بيروت. وبناء على رصد هاتف المطيري، أعلن وزير الداخلية بسام المولوي ليلاً أنّ المخطوف لا يزال في بيروت.
بعد تحديد هوية المشتبه فيه في عملية الخطف، نفّذت قوة استخبارات الجيش في البقاع حملة دهم في حي الشراونة في بعلبك للضغط على الخاطف. وأسفرت عمليات الدهم عن توقيف زوجة م. جعفر وأفراد من عائلته وأقاربه وعدد من السوريين، ما أرغمه على نقل المطيري إلى نقطة حدودية وتسليمه إلى فعاليات عشائرية، سلّمته بدورها إلى رئيس مكتب مخابرات الهرمل زارا المولى.