جوزيف سماحة الذي غادرنا باكراً، و قبل أوانه، و هو في عزّ عطائه، مثالاً ساطعاً على كلمة الصحافة، صادقةً في التزامها، ومضيئةً في توجّهها، ماذا كان يقول في القوس، قرين الأخبار، رأياً وملزمة ملحقة بها، لو أدام النظر في صفحتها، وعلّق على جرأته في التصدّي لشؤون القضاء، والقوس مشدود الوتر في شأن الحوكمة والمحكمة والعدل والإنصاف، وما هذا أمرٌ هيّن وسط الإنهيار الحاصل في مسائل تتطلّب موقفاً حاسماً من اصلاح القضاء على قِيَم ثابتة تدعو إلى الاستقلالية وقرينة البراءة وحقوق الإدّعاء والدفاع ؟لو أدام جوزيف سماحة النظر في صفحة القوس الصادرة عن الأخبار، مؤسّسها وراعيها، لأعلنَ ان القوس مُصيبٌ في توجّه سهمه إلى إحقاق المظلوم ودفع الغبن عنه وسط فوضى تطبيق القانون الآخذة رقعتها في الإتّساع في غياب العلمانية وتشظّي الفكر القومي، ما يحيلُ القوس إلى منبر دفاع لا غنى عنه، وإلى أداة فعّالة تطالب باستحالة تجاوز السلطة القضائية، فاستقلالية القضاء مصدرها معهد القضاء، خيمة اصلاح ومنارة تخصّص.
جوزيف سماحة في الأخبار توأم القوس في غيابه، فالدعوة الصادقة نفسها والمسار العادل عينه في تأسيس عقد اجتماعي جديد ينصف المواطن بعيداً عن انتمائه السياسي وموقعه الاجتماعي في مناخ علماني.
من صلب روح الشرائع أن الصدق في العبارة أساس الحكم الصائب وهذه هي وجهة القوس في شدّ وتر الحوكمة.