شيّعت قوى الأمن الدّاخلي وبلدة طيرفلسيه الجنوبية، بعد ظهر اليوم، رئيس فرع الأمن العسكري في شعبة المعلومات، المقدّم ربيع فقيه، الذي توفّي أمس، بعد صراعٍ مرير مع المرض، وذلك في مأتمٍ مهيب رسمي وشعبي، شارك فيه إلى جانب عائلة الفقيد وأهالي البلدة وفدٌ من الضبّاط ممثلاً المديرية العامّة لقوى الأمن، برئاسة رئيس وحدة الإدارة المركزية بالوكالة، العميد حسين خشفة، وفعاليات دينية وعسكرية واجتماعية، إضافةً إلى عددٍ كبيرٍ من رفاق السلاح والأصدقاء والمحبّين.
وبعد أن سُجّي جثمان الفقيد وتناوب على حراسته ثمانية ضبّاط، وإقامة مراسم تشريفات على وقع لحن الموت، عزفته مجموعة من عناصر موسيقى قوى الأمن، وتقدّمه حملة الأوسمة والأكاليل، كانت كلمة تأبين الفقيد لرئيس شعبة المعلومات، العميد خالد حمّود، ألقاها رئيس فرع معلومات الجنوب، العقيد زاهر عاصي، عدّد فيها مزايا الفقيد وإنجازاته، لا سيّما على صعيد كشف التفجيرات التي حصلت في عدد من المناطق اللبنانية.

وقال العقيد عاصي، في رثائه المقدم فقيه، إن الراحل «حقّق إنجازات حمت الوطن، بصمته موجودة في كل عمل وإنجاز على مدى عشرين سنة من دون أن يأبَه لمن ستُسَجّل هذه الإنجازات (...) إنه ربيع انفجار عين علق، إنه ربيع تفجيرات طرابلس، إنه ربيع كل إنجاز تحقّق.. كان كالبلدوزر الذي لا يخيفه تهديد من هنا أو وعيد من هناك».

وبعدما أقيمت الصلاة على الجثمان، وُوري في الثرى في جبّانة البلدة. وقد كان من بين المُعزّين، المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء عماد عثمان، الذي قدّم التعازي لعائلة الفقيد في منزل والده في طيرفلسيه، مواسياً بمصابهم الأليم، ومؤكّداً أن غياب المقدّم فقيه «خسارة لمؤسّسة قوى الأمن الداخلي ولكل الوطن».

وكانت «الأخبار» قد نشرت تقريراً في عددها اليوم تحت عنوان: «ربيع فقيه: الضابط الذي حارب وانتصر… بصمت»، سردت فيه العديد من إنجازات الراحل في مواجهة الإرهاب وتجارة المخدرات ومكافحة الفساد داخل قوى الأمن الداخلي.