تنهمك منسقية المستقبل في عكار في لملمة البيت الداخلي بعد التشرذم الذي تسبّب به عضو المكتب السياسي في التيار، المنسق السابق خالد طه، بخروج على قرار الرئيس سعد الحريري وعمله في الماكينة الانتخابية الأساسية للمرشح علي طليس رئيس لائحة «الوفاء لعكار» المدعومة من الرئيس نجيب ميقاتي، ما أثار بلبلة في صفوف التيار الأزرق واستدعى اتهامات لطه بـ«الغدر» و«الخيانة». فيما أبدى نواب المستقبل انزعاجهم من أداء طه، وعضو هيئة الرئاسة في التيار سامر حدارة الذي «يتصرف بطريقة انتقامية لعدم ترشيحه ويعمل على دعم طليس».منسق المستقبل عبد الإله زكريا أكد لـ«الأخبار» أن «أبواب المنسقية لن تفتح لأي مرشح، ونحن ملتزمون قرار الرئيس الحريري، وكل شخص يتحمل مسؤولية أعماله أمام الرئيس».
غير أن تأكيدات المستقبل بالوقوف على الحياد والمقاطعة لا تقنع كثيرين وتعارضها الوقائع. إذ يُسجّل نشاط لافت لكوادر التيار ومنسقيه لمصلحة لائحة «الاعتدال الوطني» التي تضم نواب «المستقبل»: وليد البعريني، هادي حبيش ومحمد سليمان، والمرشحين: سجيع عطية وجولي حنا وأحمد رستم، وخصوصاً في منطقة جرد القيطع التي شكلت الرافعة الأساسية لتيار المستقبل في دورة 2018، وحصد فيها النائب وليد البعريني 21 ألف صوت تفضيلي. وأكد كادر في التيار لـ«الأخبار» أن «الهدف المحافظة على عدد المقاعد نفسه وكأن الحريري لا يزال موجوداً، وفي أسوأ الأحوال المحافظة على ثلاثة حواصل»، مؤكداً أن «المعركة الأساسية ستكون ضد القوات اللبنانية التي تسعى إلى وراثة زعامة السنة، وبدرجة ثانية ضد التيار الوطني الحر، وبالطبع نحث على المشاركة وعدم ترك الساحة».
الأولويّة لدعم «وديعة» الحريري هادي حبيش... والمعركة الأساس ضد القوات


وفي السياق، نزل الأمين العام للتيار أحمد الحريري بثقله إلى المعركة عبر التواصل مع المفاتيح الانتخابية في مختلف البلدات، ومع مشايخ يدورون في فلك المستقبل لإعطاء التوصية بالعمل لمصلحة «لائحة النواب»، مع التشديد على أهمية دعم حبيش، «وديعة» سعد الحريري في عكار عبر رفده بالأصوات التفضيلية، معللاً ذلك بأن المرشحين السنّة «قادرون على تدبر أمورهم».

عكار العتيقة تقاطع
غير أن الحماسة الانتخابية التي تُسجّل في مناطق جرد وساحل القيطع وسهل عكار والشفت والدريب تغيب كلياً عن منطقة الجومة (أكبر اتحادات عكار وتضم 19 بلدية). ويُعزى ذلك لسببين، الأول، عدم وجود مرشح قوي من المنطقة، والثاني الغضب الذي يسود بلدة عكار العتيقة ودعوتها إلى مقاطعة الانتخابات أو الامتناع عن التصويت للائحة نواب المستقبل، كموقف اعتراضي على عدم سعي التيار إلى حل الخلاف القائم منذ سنوات بين الجارتين فنيدق وعكار العتيقة حول الحدود وملكية القموعة، رغم الوعود التي قُطعت لهم في كل موسم انتخابي، الى أن وقعت الفاجعة وسال الدم بين البلدتين اللتين دارت بينهما حرب قبل أشهر، أدت إلى سقوط ضحايا من الطرفين من دون أي حلحلة في الملف. وتؤكد فاعليات عكار العتيقة مقاطعة لائحة «المستقبل» وأيّ لائحة تضمّ مرشحين من بلدة فنيدق.