يعي أمهز أن «التحوّل إلى التعليم عن بعد يعطّل المعرفة بنسبة لا تقلّ عن 50 بالمئة»، لكن، برأيه، «القليل أفضل من الحرمان». كما يدرك الأمين العام للمدارس الإنجيلية نبيل القسطا الأثر النفسي للمرحلة الحالية للتعليم، «فالطلاب وأهاليهم هلكوا من التغيير الدائم في طبيعة التعليم وما يصاحبه من قلق وتوتر. لذلك نركّز على الإرشاد النفسي في هذه المرحلة». لكن المدارس «مضطرّة»، بحسب القسطا، إلى أن «تحافظ على التعليم الحضوري من دون المخاطرة بصحة الطلاب وأهاليهم»... وإذا كان استسهال تحويل الصف بكامله إلى الفضاء الإلكتروني يؤثّر على الطلاب، فإنّ «التبعات الفكرية والذهنية والنفسية تشتدّ عندما يتابع الطالب دروسه من منزله وحده، فيما رفاقه يتلقّون التعليم حضورياً. عندها يشعر بأنه خارج المجموعة ومهمّش وخسر حقه في التفاعل، وخصوصاً إذا فقد الاتصال معهم، عدا عن أنه لن يتلقى المعلومة بشكل متساو»، بحسب حمزة.
التحوّل المفاجئ من الحضوري إلى التعليم عن بعد يؤدّي إلى عدم التوازن في تلقّي المعلومة
ليس الطلاب وحدهم من يتأثّرون بتعثّر التعليم، الأساتذة أيضاً ينالون حصّتهم. فالتنقّل المفاجئ بين الحضوري و«الأون لاين» «مميت»، بحسب معلمة الرياضيات زينب، لأنه «يحتّم علينا أن نظلّ كل الليل سهرانين لنعيد التحضير والاختبارات بما يتناسب مع التعليم عن بعد وإعداد المقاطع المصوّرة».
كيف يختلف المحتوى التعليمي بين نوعَي التعليم؟ «خلال التعليم عن بعد، يجب خلق محفّزات وإشراك الطالب أكثر في العملية التعليمية لشدّ انتباهه والمحافظة على تركيزه الذي يتأثّر بعوامل عدة. كما يجب تقسيم الأهداف وتقديمها بأكثر من طريقة لأن الطالب يفهم عن بعد أقل، ومن الصعب على الأستاذ أن يكتشف من لم يتلقّ المعلومة ولم يفهمها إذا لم يكن حاضراً فعلياً أمامه». ورغم أن التعليم عن بعد «أصعب من التعليم الحضوري لجهة الإرهاق والضغط النفسي الذي يسبّبه إعداد المحتوى التعليمي وتقديمه»، تقضم مدرسة زينب جزءاً من الراتب الشهري عند كل يوم تعليم عن بعد، علماً بأن الرواتب تآكلت إلى حدّ صار التعليم في لبنان بمثابة «حسنة» وليس عملاً.