ورغم أنه تضمّن عبارات تشير إلى خرق إسرائيلي للأجواء اللبنانية وغيرها، إلا أن اللافت أن التقرير جاء حاداً ضد «خروقات» حزب الله. وليس مستبعداً أن يكون أحد استهدافاته إضافة ضغط معنوي على الحزب، يزيد من ضغوط الاحتجاجات الداخلية عليه نتيجة الشقّ الموجّه سياسياً من الحراك.
التقرير أسهب في سرد الادّعاءات حول ما تسميه إسرائيل «مشروع دقة الصواريخ» التابع لحزب الله، وما تصفه بعمليات «تهريب ممنهجة» للأسلحة عبر مطار بيروت الدولي وغيره من المنافذ الحدودية «من دون أي تحرك من جانب الحكومة اللبنانية»، إضافة إلى حيثيات إسرائيلية أخرى، ترتبط بادعاءات حول وجود عسكري مموّه للحزب في المنطقة الحدودية لجمع معلومات استخبارية عن الجيش الإسرائيلي عبر جمعيات مدنية بيئية، وكذلك التسبب بتصعيد أمني على أكثر من مستوى.
على الأمم المتحدة المسارعة للقيام بالمزيد ونزع سلاح حزب الله
وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أشاد بالتقرير، ورأى فيه «إشارة طيبة» إلى نجاح الجهود ضد حزب الله وإيران في المنطقة وعلى الحدود الإسرائيلية مع لبنان. ولفت إلى أن «التقرير يستشهد بتصريحات وردت على لسان مسؤولي حزب الله (وإقرارهم) بامتلاك صواريخ دقيقة، وأنا أدعو الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة، وتجريد حزب الله من سلاحه (...) وعلى الأمم المتحدة الإعلان عن حزب الله منظمة إرهابية، لأنها تنشط إرهابياً ضد إسرائيل ودول أخرى في المنطقة».
السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، من جهته، عبّر عن سروره لنجاح المساعي في أروقة المنظمة الدولية ومندوبي الدول الوازنة فيها ضد حزب الله وإيران، و«الجهود الدبلوماسية ضد التدخل الإيراني في لبنان أثمرت بالفعل، ونطالب الأمم المتحدة بالاستمرار في النهج نفسه. فحزب الله هو برميل متفجّر في لبنان». وردّاً على أسئلة مراسل «جيروزاليم بوست»، ورد من مكتب دانون تنويه بالتقرير «الذي جاءت تعبيراته مغايرة لتقارير فصلية سابقة، إذ أن الملحق الخاص بالأسلحة وحظرها استخدم لغة دانون وأدبياته كما وردت في رسائله إلى مجلس الأمن والأمين العام».