اكتملت معالم لائحة تيار المستقبل – الحزب التقدمي الاشتراكي في البقاع الغربي على بعد يوم واحد من إعلان سعد الحريري أسماء مرشحي المستقبل في كل لبنان. وبحسب مصادر المستقبل، صار شبه محسوم استبدال الوزير جمال الجراح بالمرشح محمد القرعاوي، مع الإبقاء على المقعد السني الثاني من نصيب النائب زياد القادري.
وفيما يرجَّح أن يسير المستقبل من دون القوات اللبنانية لأسباب حسابية، فإن ذلك يعني أن المقعد الماروني سيؤول إلى المستقبل، وتحديداً للمرشح هنري شديد، فيما سبق أن حسم ترشيح الدكتور غسان السكاف عن المقعد الأرثوذكسي والنائب أمين وهبي عن المقعد الشيعي، وبطبيعة الحال ترشيح النائب وائل أبو فاعور عن المقعد الدرزي.
وقد أشارت مصادر مقربة من الجراح إلى أن الأخير خُيِّر بين النيابة الوزارة، فاختار الوزارة. علماً أن الترشيح المستقبلي قد خضع لمعايير دقيقة عنوانها رفع نسبة التصويت للائحة. وفي الدراسة التي أُعدَّت تبين أن ترشيح القادري والجراح معاً لا يفيد المستقبل، ما داما يغرفان من الصحن المستقبلي نفسه، فيما المطلوب البحث عن شخصيات تساهم برفد اللائحة بأصوات جديدة، بما يسمح برفع حاصلها وحصتها من النواب. لذلك، كان القرار أولاً بترشيح أحد النائبين الحاليين. وعند المفاضلة بينهما، تبين أن الجراح حاضر أكثر في المنطقة ويملك رصيداً خدماتياً أكبر، لكنه يواجه حالة اعتراضية ترفض ترشيحه. أما القادري، برغم محدودية خدماته، فلا حالات اعتراضية ضد ترشيحه.
وبالرغم من أن احتمال ترشيح مستقبلي آخر يحل محل النائبين الحاليين قد طرح أثناء المشاورات (وسام شبلي) إلا أن الخشية من خلق حساسيات مرتبطة باختياره دون زملائه الآخرين، أدى إلى استبعاده، أضف إلى أن القادري بدا أكثر قدرة على تجميع الأصوات المستقبلية.

يأمل تيار المستقبل
أن يؤدي ترشيح القرعاوي وهنري شديد إلى تعزيز حاصل لائحته


وعليه، كان السير بالقادري، فيما استقر الرأي على ترشيح محمد القرعاوي كمرشح ثانٍ لعوامل عدة، أهمها أنه قادر على رفد اللائحة بأصوات إضافية من خارج البلوك المستقبلي. فهو يملك رصيداً شعبياً مقبولاً، ربطاً بتاريخ عائلته (والده الشيخ الراحل قاسم القرعاوي، الذي كان معروفاً بتسامحه وعلاقاته مع مختلف الأطياف في المنطقة)، وربطاً بالخدمات التي يقدمها من خلال مستشفى البقاع الذي يملكه.
لكن من اللافت أن القرعاوي الملقب بمحمد الشيخ، كان قد ترشح في عام 2009 على لائحة النائب السابق عبد الرحيم مراد، بالتحالف مع 8 آذار، علماً أنه يتردد في المنطقة أن الخلاف بين القرعاوي ومراد نشأ على خلفية زيارة مراد للحريري منذ نحو عام. وبالرغم من ذلك، حافظ القرعاوي على علاقة مستقرة مع 8 آذار، قبل أن يعلن أنه لن يترشح إلى الانتخابات إلا إذا كان على لائحة المستقبل.
وليس بعيداً عن الحسابات الانتخابية التي أملت ترشيح القرعاوي، فإن ترشيح هنري شديد عن المقعد الماروني، يأتي في سياق السعي المستقبلي لتأمين أصوات إضافية للائحة غير الأصوات المستقبلية والاشتراكية. وشديد، المرشح الدائم للانتخابات (ترشح في العامين 2005 و2009 على لائحة عبد الرحيم مراد)، سبق أن فاز في انتخابات عام 1996، قبل أن تسقط نيابته بقرار من المجلس الدستوري، بناءً على طعن مقدم من النائب روبير غانم. علماً أن القرار قضى حينها بإعادة الانتخابات على المقعد الماروني مع حصر المنافسة بين غانم وشديد، إلا أن الأخير عاد وانسحب من المعركة بنتيجة الضغوط التي مورست عليه.
أما في اللائحة المقابلة، ففي حال تمكُّن حزب الله من حل الخلاف ذي الطبقتين بين حركة أمل والتيار الوطني الحر، (رفض حركة أمل التحالف مع التيار، وقبل ذلك رفضها، في حال التحالف، حصول التيار على مقعدين في اللائحة)، تكون اللائحة قد اكتملت، بانتظار معرفة إلى من سيؤول المقعد السني الثاني، الخاسر حتماً. وتضم اللائحة عبد الرحيم مراد عن المقعد السني، إيلي الفرزلي عن المقعد الأرثوذكسي، محمد نصر الله عن المقعد الشيعي، فيصل الداوود عن المقعد الدرزي وشربل مارون عن المقعد الماروني.
وبذلك، يكون المستقبل قد ضم إلى لائحته في البقاع الغربي اثنين من المرشحين الذين خاض المعركة ضدهم في عام 2009، تحت شعار مواجهة حلفاء سوريا وداعمي سلاح حزب الله.