كتاب جوليان أسانج (41 عاماً) الجديد ليس مانيفستو؛ لأنّ «الوقت لا يتسع لذلك». هذا ما يؤكده القرصان الأوسترالي في المقدمة التي كتبها من غرفة صغيرة في سفارة الإكوادور في لندن حيث يقيم منذ فترة، طالباً اللجوء السياسي. يبدو كتاب Cypherpunks: Freedom and the Future of the Internet الذي أطلقه «القرصان النبيل» أخيراً أشبه بما سمّاه أسانج سابقاً «صرخة حارس في الليل»، محذّراً من خطر محتوم على الحضارة الجديدة، هو «أخطر مستبدي الأنظمة التوتاليتارية على الإطلاق: الويب». يكشف هذا الكتاب كيفية قيام الشركات الضخمة والحكومات حول العالم بالتحكم بأسرار الأفراد، وهو أيضاً كناية عن حوار جرى بين أسانج وبعض الأصدقاء حول مواضيع مثل المتابعة والملاحقة والشفافية والمساءلة وحماية البيانات وحقوق الملكية الفكرية، فضلاً عن السياسة المدنية والأمن وغيرهما. في المقدمة، قدّم مؤسس موقع «ويكيليكس» رؤيته الحقيقية لعمله الجديد، مشيراً إلى أنه ليس تقويماً متفائلاً للواقع بسبب «صناعة الرصد العالمية، والدول التي تسعى إلى السيطرة على الإنترنت»، مضيفاً: «في غضون سنوات قليلة، سيشهد العالم رقابة، وسيستحيل على أكثر الأفراد مهارة الهروب منه».بدأت فكرة الكتاب من خلال حوار مع ثلاثة أصدقاء على قناة «روسيا اليوم» تمحور حول حرية الكلمة، إذ رأى أسانج أن «حياتنا كلها على فايسبوك ونحن وضعناها هناك. نحن من يستخدم الهواتف المحمولة التي تتصل دائماً بالإنترنت. والعسكريون والأجهزة الخاصة يتحكمون بكل هذا». وخصص أسانج جزءاً من الكتاب لـ«عمالقة» الإنترنت، مكرراً ما سبق أن ردّده مراراً: «إن كنت تستخدم غوغل، فهذا يعني أنه يعرف عنك كل شيء، وحتى توجهك الجنسي وانتماءاتك الدينية»، محذّراً من استخدام محرك البحث الخاص بالشركة؛ فهو «يعرف عن الشخص أكثر مما يعرفه عن نفسه». وفور إصدار الكتاب، بدأت ردود الفعل تتوالى والتضييقات تشتد على المشاركين فيه. بعد لقائه أسانج، حاول أحد مؤسسي المجموعة الحقوقية الفرنسية La Quadrature du Net جيريمي تسيميرمان مغادرة الولايات المتحدة، لكنّه أوقف في المطار، وخضع للتحقيق أمام ضباط من مكتب التحقيقات الفدرالي، فيما أوقف خبير الحماية جاكوب إيبيلباوم أكثر من عشر مرات على الحدود البريطانية.
(الأخبار)