القاهرة | منع الشاعرة السورية لينا الطيبي من دخول مصر كشف عن استمرار العقلية الأمنية التي كانت سائدة أيّام حسني مبارك ومحمد مرسي في التعامل مع اللاجئين العرب في المحروسة. بعد ساعات من انتشار النبأ، تبيّن أنّ تعقيد وتشديد إجراءات فحص أوراق العرب في مطار القاهرة (خصوصاً السوريين والفلسطينيين والعراقيين) هما سبب احتجاز الشاعرة السورية لساعات. الأمر نفسه اشتكى منه عدد من فناني سوريا، بينهم أصالة (الأخبار 12/7/2013). التعقيد الإداري الذي اعتبره بعضهم «مبالغاً فيه»، يأتي عقب مشاركة بعض أبناء الجاليات العربية في تظاهرات مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي. بعد القبض على سوري بحوزته بعض الأسلحة خلال تظاهرات الجماعة، أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً تطالب فيه العرب بعدم المشاركة في تجمعات سياسية «حرصاً على سلامتهم وعدم تورطهم في الأحداث» وفق ما جاء في البيان. وطالبت «منظمة العفو الدولية» السلطات المصرية بعدم اتخاذ «إجراءات متهورة» لمنع دخول اللاجئين السوريين، بعد إعادة السلطات طائرة على متنها 259 راكباً سورياً الاثنين الماضي إلى موطنهم مرّة أخرى. لم ينته الأمر عند هذا الحد، فثمة خطاب تصعيدي ضد الفلسطينيين والسوريين جراء موقف «حماس» والمعارضة الإسلامية السورية المناصر لمرسي والإخوان. وصل الأمر بالإعلامي يوسف الحسيني إلى أن هدد السوريين في برنامجه «السادة المحترمون» على «أون. تي. في.»، قائلاً: «لو جايين ترجعوا مرسي المصريين هيلبسوكو الطرحة بتاعة المرشد!» (اعتذرت القناة والحسيني لاحقاً). المثقفون المصريون اعتبروا منع دخول لينا الطيبي «عاراً» على جبين الأجهزة الأمنية، فهي تعيش في القاهرة منذ سنوات. من جهة ثانية، أشارت الشاعرة السورية المقيمة في القاهرة رشا عمران إلى أنّ «الاحتقان الشعبي طبيعي في ضوء ما يحصل في مصر». بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين عوقبوا بإغلاق معبر رفح، فقد سارعت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» إلى إصدار بيان تؤكد فيه أنّ الجالية الفلسطينية ليست طرفاً في الثورة المصرية، فيما أوضحت المترجمة الفلسطينية أماني أبو رحمة لـ«الأخبار» أنّ قرار إغلاق المعبر هذه المرة جاء مفاجئاً من دون إيجاد ترتيبات بديلة، ما خلق أزمة غير متوقعة. وأضافت أنّ الخطوة أتت في ظل «اتهامات وإهانات وجهت للفلسطينيين كافة وشارك فيها الكثير من الفضائيات والمسؤولين والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي صبّت جام غضبها علينا متهمةً إيانا بالخيانة وأننا وراء أحداث مصر». مؤلفة كتاب «الفضاءات القادمة» رأت أنّ «ماكينة الإعلام المضلل مستمرة في طحننا، وتحوّلنا إلى أشخاص غير مرغوب فينا في أغلب الدول التي زارها «الربيع العربي»، ما يطرح سؤالاً مشروعاً عن العلاقة بين «الثورات العربية» من ناحية والفلسطينيين وقضيتهم من ناحية أخرى».