عند العاشرة من مساء الخميس بتوقيت القاهرة، كانت جماهير «أبلة فاهيتا» تنتظر أولى حلقات موسمها الثالث على فضائية cbc، إلا أنّ الانتظار طال. وبدلاً من «دوبلكس فاهيتا للكبار فقط»، حضر خيري رمضان، المذيع في القناة، وحوار مسجل مع العالم المصري الأميركي أحمد زويل، فسأل الجميع «فين فاهيتا؟»، لكنّ أحداً لم يجب.
فضائية الـcbc لم تبرّر للجمهور أسباب عدم إذاعة الحلقة الجديدة من "أبلة فاهيتا"، ولم تعتذر عن ذلك، واكتفت بتقديم الحلقة المسجّلة مع أحمد زويل، في مناسبة مرور ٤٠ عاماً لزويل في جامعة «كالتك» في كاليفورنيا.
والغريب في غياب فاهيتا أن الفضائية كانت قد دشّنت حملة إعلانية كبيرة لبداية الموسم الجديد للبرنامج الساخر، ما جعل عدم إذاعة الحلقة مثار تساؤلات كثيرة عن الأسباب الحقيقية وراء منع الفقرة، ومدى تورط الدولة بشكل مباشر في منع الحلقة، ومحتوى الحلقة نفسه الذي عرّضها للمنع.
أحد فريق إعداد البرنامج قال لـ«الأخبار» إن الحلقة كانت تتناول بشكل ساخر أزمة الدولار التي تمر بها مصر حالياً، وكذلك كانت "فاهيتا" تسخر من دعوة التبرّع التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي، وانتشرت تحت شعار "صبّح على مصر بجنيه". وتابع المعدّ الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أنّ إدارة القناة شاهدت الحلقة قبل أيام، وطلبت بعض التعديلات، وهو ما حدث بالفعل، «ولا نعرف الأسباب الحقيقية التي دفعت إلى عدم إذاعة الحلقة الخميس»، وفقاً للمعدّ، مضيفاً أنّه لا معلومات مؤكدة عن الجهة التي أصدرت القرار بمنع عرض الحلقة الأولى من الموسم الجديد لـ"فاهيتا".
وارتبط اسم فاهيتا في الفترة الأخيرة بواقعة «الواقي الذكري» التي كان بطلها مراسل البرنامج شادي أبو زيد، الذي أعدّ تقريراً مصوّراً في عيد الشرطة في كانون الثاني (يناير) الماضي، يسخر فيه من الشرطة، ونشره على صفحته الشخصية على فايسبوك. يومها، انهال الهجوم على شادي مقابل حملات تضامنية من الجهة الأخرى. وتردّد وقتها أن هذا التقرير الساخر قد يكون سبباً في وقف عرض برنامج أبلة فاهيتا بشكل كامل، إلا أنّ رئيس القناة محمد هاني قال وقتها في تصريحات صحافية إن "أبلة فاهيتا" مستمر، وما نشره مراسل البرنامج مسؤول وحده عنه، لأنّه نشره على صفحته الشخصية وليس في البرنامج.
وفي الفترة الأخيرة، أصبح مسؤولو إدارة القنوات الفضائية يمارسون رقابة ذاتية على أنفسهم، بوضع خطوط حمر يمنع تجاوزها في البرامج، ولو كانت برامج ساخرة، ومعظم هذه الخطوط تتعلق برئيس الجمهورية ووزارة الدفاع، في حين يفتح الباب واسعاً لتصفية الخلافات الشخصية على شاشاتها.
الاختفاء المفاجئ للحلقة الأولى لـ"فاهيتا" فتح الباب على مصير باقي حلقات البرنامج الساخر الذي حظي بشعبية واسعة خلال الفترة الماضية، خاصة بعد توقف برنامج "البرنامج" لباسم يوسف، الذي حاولت فاهيتا الحصول على جمهوره الواسع.