على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هذه الخاطرة ليست ملكي. هي لحسن علّيق. سمعتُه في مقابلة يقول، ردّاً على مقولة إن إيران تتاجر بالقضيّة لمصلحتها، إن إيران كانت ستكون أحسن حالاً لو هي تخلّت عن القضيّة. هو على حق. كل الذين تحمّلوا أعباء القضيّة دفعوا الثمن: من عبد الناصر إلى النظام الليبي في عصر القذّافي (بصرف النظر عن تقييم حكمه) إلى النظام السوري (بصرف النظر عن تقييم حكمه) عندما دعموا منظّمات فلسطينيّة. الحكومة الأميركيّة تدفِّع الثمن لكل نظام يسهم في تسليح وتمويل أو حتى تقديم العون اللفظي إلى القضيّة. تخيّلوا معي حال إيران لو أنها تخلّت عن «المتاجرة» بالقضيّة. عندها، تزول العقوبات ويُرحَّب بالمسؤولين الإيرانيّين في عواصم الغرب وستفتح مصارف الغرب خزائنها لإيران. لو تخلّت إيران عن القضيّة، ستصبح (كما كان الشاه من قبلها) حليفاً وثيقاً ومعتمداً لدول الخليج وقد تتخلّى بعض دول الخليج عن جزر وأراضٍ تقديراً لتخلّيها عن القضيّة. إنّ دعم إيران للقضيّة يحرج كل الأنظمة العربيّة لأنه يجعلها تظهر بمظهر المتخاذل المتقاعس. لو تخلّت إيران عن القضيّة، تدخل في النادي العربي وقد يُفرد لها مقعد في الجامعة العربيّة إلى جانب مقعد إسرائيل (عندما يصبح علنيّاً). المتاجرة تكون بهدف الربح (على قول جبران: «إن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسروا»). إيران تدفع أثماناً باهظة لدعمها وتسليحها للمقاومة. أوصاف الإرهاب والمروق ليست إلا بسبب دعم إيران للقضيّة. قارنوا الاحترام الذي كان الشاه يحظى به في دول الغرب والخليج. هو كان يتجاهل القضيّة الفلسطينيّة لأنّ ذلك كان مربحاً له. المتاجرة بالقضيّة تكون عبر إهمالها ومحاربتها، على طريقة الأنظمة العربيّة: هم باعوها في أسواق الغرب كي يكسبوا رضى وموافقة وتمويلاً. إيران اليوم تعاني بسبب موقفها من فلسطين. الشيء نفسه للحزب: لو أنّه قرّر أن يترك فلسطين وينخرط (كما ينادي بذلك بعض صهاينة الغرب) في العمليّة السياسيّة الصرف، فإن أبواب الغرب ستُفتح له. العقوبات في منطقتنا تنطلق من اللوبي الإسرائيلي وهي لا تتعلّق بالفساد ولا بالإخلال بالنظام. وإذا كان دعم إيران متاجرة، فليتاجِر العرب.

0 تعليق

التعليقات