على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

قرأتُ قبل أيام كلاماً لرئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين، قال فيه: «إنّنا في عصر المقاومة المنتصرة التي أصبحت ثابتة وقويّة... وبالتالي يستحيل أن نترك الآخرين أن يحدّدوا لنا مستقبل بلدنا، فنحن الذين نحدّد هذا المستقبل لأننا الأقوياء والثابتون». يعيبُ كثيرون، وفي صف مناصرة المقاومة بصورة خاصة، على الحزب ضعف إعلامه وفشله الذريع في مواجهة الحملة الإعلامية العالمية التي تُشنّ ضده، وخصوصاً بعد نصر في تموز. يحاول أعداء الحزب، أي حلفاء إسرائيل وإن كان تحالفُهم مع إسرائيل يتلبّس لباسَ العروبة المزيف، أن يثبتوا للداخل اللبناني أن الحزب يستعين بقوة مقاومته ومناعتها في مواجهة إسرائيل من أجل ترجيح الكفّة وفرض السياسات على لبنان. والحزب كان ينفي ذلك باستمرار. وقوة المقاومة، بالنسبة إلى كل وطني لبناني، هي قوة لكل الشعب اللبناني لأن المقاومة تحمي الجميع وتحمي الأرض، بصرف النظر عن أهواء الناس. لكن كلام صفي الدين من الهدايا المجانية التي يقدمها الحزب غالباً لخصومه وأعدائه كي يتلهّى فيها وكي يكرّرها ويعيد تدويرها في أبواق البروباغندا الخليجية والإسرائيلية والغربية. كيف يمكن أن يحاجِج صفي الدين بأنّ نصر المقاومة يجب أن يعني أنّ الحزب وحده يحدّد مستقبل البلاد لأنهم كما قال الأقوياء والثابتون؟ أم أنّ للحزب وحده حق اختيار الرئيس؟ الكلام مستفزّ للكثير من اللبنانيين، وهو أيضاً يعاكس ما يحاول الحزب عبر السنوات أن يوصله إلى الشعب اللبناني من أنّه لن يستعمل قوّة المقاومة لفرض أجندات في الداخل اللبناني. إنّ مستقبل لبنان لا يتحدّد من خلال حزب مهما عظم شأنه وقوي عوده، وخصوصاً إذا كان الحزب يعتمد على قاعدة طائفية ومناطقية (مثل كل أحزاب لبنان النافذة). إن مستقبل لبنان يتحدد من قبل جميع اللبنانيين، شئنا ذلك أو أبينا، وقوة المقاومة تضعف لو سُخِّرت في غير مصلحة المقاومة أو في ميدان آخر للصراع. المجيء بهذا الوزير أو ذاك وبهذا الرئيس أو ذاك لن يؤثر على بأس المقاومة. ومستقبل لبنان سيُرسم بالتشارك، وإلا فلن يكون المستقبل مستقرّاً.

0 تعليق

التعليقات