على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أثار كلام النائب ريشار قيومجيان عن الشيعة وزواج المتعة الكثير من الاستنكارات والإدانات. والمقاتل القوّاتي السابق (يعني مُشاركاً في الذبح على الهويّة) يزعم أنه تحدّث في السياسة، مع أنه قال بصريح العبارة إن زواج المتعة هو زنى بصرف النظر عن تشريع الفقه الإسلامي. طبعاً، الإهانات الطائفيّة المتبادلة ليست شيئاً جديداً في لبنان وإشعال الفتنة المذهبيّة في عام 2003 فتح أبواب تبادل الشتائم والإهانات والمتفجّرات بين سُنة وشيعة. لكن في الحالة اللبنانيّة، هناك سياق تاريخي لكلامه. غير المحكيّ عنه في لبنان، أنّ الثقافة السياسيّة التأسيسيّة للكيان هي عقيدة تعصّب مسيحي يبغض ويذمّ المسلمين. قادة الموارنة في لبنان قاوموا بعنف تعليم المسلمين، ولهذا تأخر تأسيس الجامعة اللبنانيّة. أرادوا الحفاظ على التفوّق التعليمي للمسيحيّين على المسلمين. لكنّ حزب الكتائب وأعوانه في الحرب كانوا يعتنقون عقيدة إسلاموفوبيّة حادّة. لقد تعاملت الكنيسة الكاثوليكيّة مع ماضيها في إدانة اليهود والإساءة إليهم (وأجرت نقداً ذاتيّاً في الفاتيكان الثاني)، لكنّها لم تتعامل مرّة مع ماضيها ضدّ المسلمين، ليس فقط في الحروب الصليبيّة التي امتدّت لعشرات السنين، بل في ضخّ الكراهية. البابا بنديكتوس السادس عشر مثّل الاستشراق الكنسي التقليدي، أي عقيدة عداء ضد الإسلام والمسلمين. الكاردينال صفير لم يكن بعيداً عن هذا الفكر أبداً (مرّة أجرى مقارنة بين الأديان في مسألة المرأة). الكتائب والأحرار في سنوات الحرب كانا، بالإضافة إلى قتل المسلمين على الهويّة، ينشران كتباً وكرّاسات ضدّ المسلمين على اختلاف طوائفهم. لقد عاش الدروز في لبنان على مدى قرون واحترمت كل الطوائف سريّة معتقداتهم، وخصوصاً في «كتب الحكمة». القوّات اللبنانيّة سرقت «كتب الحكمة» ونشرتها لإغاظة الدروز. وهي فعلت الشيء نفسه ضد العلويّين. وتخصّص بعض الكُتّاب في صحف «العمل» و«الأحرار» لإهانة الإسلام والمسلمين. كتابات مصطفى جحا ليست إلا إنعاشاً لكتابات مسيحيّة تقليديّة ضد الإسلام والمسلمين. هناك حزازات بين الطوائف في لبنان، لكنّ عقيدة التعصّب المسيحي واحتقار الإسلام والمسلمين بارزة في الثقافة الشعبيّة والسياسيّة. هناك إعلاميّة اعترفت بأنّها كانت تخجل من إسلامها في المدرسة.

0 تعليق

التعليقات