على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

وصلنا في العالم العربي تعريف المنظّمات الصهيونيّة للاسامية. التعريف كان نتيجة عمل سنوات طويلة وتحريض من قبل إسرائيل والمنظّمات الصهيونيّة. وزارة الخارجيّة الأميركيّة اعتنقت التعريف وبات هو المُعتمد في عمل الحكومة الأميركيّة في رصد الإعلام العربي، وخصوصاً ذلك الذي يتلقّى التمويل من حكومات الغرب. التعريف مفاده أنّ التعريف البديهي لمعاداة اليهوديّة لم يعد كافياً. وليس من ضبابيّة في تعريف معاداة الساميّة: معاداة اليهود كيهود (لا يجب أن يدخل العرب في جدال عقيم حول أنّ مصطلح اللاسامية يجب أن يشملهم لأنّهم ساميون، لأنّ المصطلح يعني اليهود بصرف النظر عن دقّة التعريف الإيتومولوجيّة). أراد الصهاينة وصم معاداة إسرائيل والصهيونيّة باللاساميّة كي تحرّم المعاداة السياسيّة لإسرائيل والصهيونيّة. ما هي الحيل التي اجترحها الصهاينة؟حيل عدّة في التعريف. يقولون مثلاً: من اللاسامية حرمان اليهود من حق تقرير المصير. أنا لستُ، وليس العرب، من أنصار حرمان اليهود من تقرير المصير على ألا يكون على حساب شعب آخر. كما أنّنا لسنا من أنصار حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني لو كانت ترجمة الحق على حساب شعب آخر (لو أنّ الشعب الفلسطيني طالب مثلاً بدولة مصر). لا، الوقاحة في التعريف الجديد أن يجعل من وصف إسرائيل «بالمشروع العنصري» هو قول مهين لليهود. لكن لماذا؟ لو أنّنا أطلقنا أوصافاً شنيعة ضدّ النظام السعودي أو الإيراني فهل نكون نهين المسلمين في العالم أجمع؟ هنا نرى أنّ الصهاينة يجترحون حيلاً لا يطبّقونها إلا في حالة واحدة. العنصر الآخر في التعريف المضحك هو اعتبار مطالبة إسرائيل بسلوك غير موجود في أيّ دولة ديموقراطية أخرى هو معاداة لليهود. ومقارنة إسرائيل بالنازيّة أمرٌ هو أيضاً معادٍ لليهود، مع أنّ يهوداً من إسرائيل يجرون المقارنة (بمن فيهم الناجي من المحرقة إسرائيل شاهاك). ويمنع التعريف الجديد إيلاء موضوع فلسطين أهميّة تفوق الاهتمام بدول أخرى. أترون الآن لماذا تكتب «درج» و«ميغافون» 50 مقالة عن إيران ضدّ النظام مقابل مقالة واحدة عن فلسطين ومن زاوية باهتة بلغة الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركيّة؟

0 تعليق

التعليقات