على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لا تزال المناضلة ليلى خالد تصرّ على أنّ رفيق الحريري كان يعمل سرّاً مع وديع حدّاد حتى أوائل السبعينيّات. هذا غير صحيح، ومن الضروري أن تقلع خالد عن المساهمة في سيرة غير صحيحة ينسجها غسان شربل (شربل هو رئيس تحرير جريدة سعودية تخصّص نصف صفحة يوميّاً لفبركة أكاذيب عن الحوثيّين). ومن المعروف أنّ دور رفيق الحريري الصغير في حركة القوميّين العرب كان في ساعديه فقط. كان يحمل الهتّافين على كتفَيْه في التظاهرات. سألت قوميّين عرباً من تلك الحقبة، والكل أجمع على أنّه لم يكن بارزاً. وفي ذكرى أخرى لاغتيال الحريري، يكرّر غسان شربل قصة أنّ رفيق الحريري ساهم في إطفاء الحريق في سيارة حدّاد عندما قصفتها صواريخ إسرائيليّة في عام 1970. شربل يكرّر الكذبة مع أنّها مستحيلة لأنّ الحريري قطع علاقته مع حركة القوميّين العرب في عام 1964، وهو قال بصراحة إنّه انتقل (كرجل مبدئي) من محور عبد الناصر إلى محور السعوديّة بمجرّد أن وطأ أرض المملكة. أما عن قصة سندويش اللبنة (كلمة سرّ في عمليّة في تنظيم حداد)، فليس هناك من لغز حولها. سألتُ المعنيّين في التنظيم من جماعة صيدا، وكان الجواب أنّ الحريري كان يعرف في صيدا عضواً في حركة القوميّين العرب قبل أن ينضم إلى تنظيم حدّاد في ما بعد. دعاه الحريري بعد سنوات إلى الرياض وسأله عن تجربته وذكرياته وهو الذي أخبره عن سندويش اللبنة. هذه هي القصة، يا رفيقتي ليلى خالد، ولا داعي للمساهمة بعد اليوم في أساطير غسان شربل عن رفيق الحريري. ولو كان الحريري يهرّب السلاح إلى أوروبا (وهو يراكم ملايينه)، لكان افتضح أمره وكانت السعوديّة قد طردته شرّ طردة، ومن غير رجعة إلى المملكة. لم يسهم الحريري في أيّ دور سياسي منذ رحيله عن لبنان في عام 1964 إلا بدايةً بدعم إيلي حبيقة، جزّار صبرا وشاتيلا. وعنوان مقالة غسان شربل كانت عن الحريري لا عن ليلى خالد أو وديع حداد. يستعمل الاسميْن لتعظيم الحريري. لا يجب أن تنطلي.

0 تعليق

التعليقات