على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أميركا ــــ من خلال أجهزتها الدعائيّة و«الإعلام المستقل» في الدول النامية (أي الذي يحظى بتمويل من قبل حكومات الغرب) ــــ تريدنا أن نصدّق أنّ الصين عدوانية وأنّ تحرّكات سفنها في بحرها تشكّل استفزازاً، وأنّ تحرّكات سفن أميركا في بحر الصين تشكّل عنصر استقرار وسكينة. دخل موقع «ميغا» حلف شمال الأطلسي أخيراً في المعركة وذكرَ ما سمّاه بـ «تصعيد الصين». نفهم أنّ جورج سوروس شديد العداء للصين والشيوعية والحريص على مصالح الإمبريالية أن يكون معادياً للصين، لكن أين هذا التصعيد الصيني؟ هل في التهديدات الأميركية اليوميّة؟ هل في الطلعات الجويّة الأميركية على تخوم الأجواء الصينيّة؟ هل في نزهات السفن والأساطيل الأميركية حول الصين؟ ما علينا. «ميغا» حلف شمال الأطلسي قلقة من «تصعيد الصين». لكن هناك دراسة مستفيضة في «مجلّة حلّ النزاعات» بعنوان «تقديم مشروع التدخل العسكري: قاعدة معلومات جديدة عن تدخلات أميركا العسكريّة، 1776 ــ 2019» للمؤلفتيْن سيديتا كوشي ومونيكا توفت. في تاريخ أميركا، أحصت المؤلّفتان 400 تدخّل عسكري أميركي. هذا مع أنّ أميركا لم تعلن الحرب رسميّاً إلا خمس مرّات فقط في تاريخها. أي أنّ معظم حروبها لم تخضع لمواد الدستور حول حق الكونغرس الحصري في إعلان الحروب. لكن الرؤساء يستسهلون شنّ الحروب وهي تحظى بالتأييد غالباً. وربع الحروب الأميركية جرت في سنوات الحرب الباردة: أي أنّ شهيّة أميركا للحروب زادت في الحقبة التي تزعم فيها أميركا أنّها لم تشنّ فيها الحروب (أميركا لم تعلن حربها في كوريا أو فيتنام رسميّاً). ووجدت المؤلّفتان أنّ انتهاء الحرب الباردة لم يخفف من الغلواء العسكريّة الأميركيّة، بل استمرّت الحروب الأميركية وبوتيرة عالية، مع أنّ «ميغا» الأطلسي قلقة من التصعيد الصيني الوقح. وتنفق أميركا على الحروب نحو 800 مليار دولار في السنة، وهذا المبلغ هو 40 في المئة من الإنفاق العسكري العالمي، بحسب «ميدل إيست آي». ولا غرابة أنّ المؤلّفتين قدّرتا أنّ التدخّلات العسكريّة في الشرق الأوسط وأفريقيا شكلت نحو ربع الحروب الأميركيّة في العالم منذ التأسيس. لا للتصعيد الصيني.

0 تعليق

التعليقات