على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هل بمستطاع سعد الحريري أن ينتقم أخيراً من محمد بن سلمان؟ سعد الحريري ليس من نوع المنتقم، أو لا يبدو كذلك. لكنّ إذلاله في الرياض لا يمكن أن يُنسى (مثلاً، هل نسي شارل رزق كيف أنّ بشير الجميّل أمرَ بوضعه في صندوق سيّارة وجلبه إلى مقرّ القوات، خصوصاً أنّ شارل رزق عندما داعبته الطموحات الرئاسيّة، وصف بشير الجميّل بـ «الصديق». لو أن صديقي وضعني في صندوق سيّارة، لأمرتُ بنفيه إلى الصحراء الليبيّة). سعد الحريري كان رئيساً لوزراء لبنان عندما أمره محمد بن سلمان بالقدوم إلى الرياض وألقى القبض عليه فور وصوله. صحيح أنّ بولا يعقوبيان والبطريرك الراعي ونديم قطيش غطّوا (بالتنسيق مع النظام السعودي حتماً) على اعتقال الحريري، لكنّ بولا جهدت أكثر من غيرها عندما جزمت بعد لقائه أنه كان حرّاً، حراً في الرياض—في معتقله. الحريري لا يحمل ضغينة، يُقال، لكن ما جرى له مهين، خصوصاً أنّه تعرّض للضرب والإذلال، ثم أُجبِر على نفي خبر اعتقاله وتضاحك مع سجّانه الذي سخر بحضوره في مؤتمر من خبر اعتقاله. لكنّ سعد الحريري يتمرّد. تحرّك فؤاد السنيورة ومخزومي (الممانع السابق والوهّابي الحالي) يؤكد أنّ النظام السعودي متبرّم من قرار سعد الحريري ليس فقط بالعزوف، بل في أمر مقاطعة الانتخابات. بعض الاستطلاعات غير المنشورة تشير إلى إمكانيّة فوز 10 نوّاب سُنَّة من حلفاء حزب الله. كيف يمكن أن يقبل محمد بن سلمان بذلك؟ إن عودة السفير السعودي تدخل في نطاق تنسيق المواقف وتحريك الشارع من أجل ضمان مشاركة مقبولة من السُّنَّة. لكنّ سعد الحريري نجح في الاستحواذ على تأييد معظم السنّة، والسنيورة يجول حائراً في محاولة لخلافة الحريري في حياته. قد يكون سعد الحريري في خطر اليوم. هو أراد أن ينتقم من محمد بن سلمان لكنّ الأخير لا يرحم. على الأقل، قد يأمر بطرده من الإمارات. قد نراه قريباً في بيروت أو في باريس، لو بقي معه ما يسمح بالعيش في باريس.

0 تعليق

التعليقات