على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

فؤاد السنيورة لن يترشّح للانتخابات. هكذا قرّرَ بعد دراسة مستفيضة. حاول لفت أنظار السعودية إليه عندما اجتمع وجوجلَ وبحثَ وصرّحَ بعد عزوف سعد الحريري (يتحدّثون عن عزوف الحريري وكأنّ القرار قراره الحرّ وليس تنفيذاً لمشيئة سعوديّة، تماماً كما تعاملوا مع استقالة سعد من الرياض، عندما أفتت بولا يعقوبيان وغيرها من فريق السّبهان اللبناني بأنّ الاستقالة كانت بمحض إرادته وليست بالإكراه والضرب). الكلّ يحاول أن يخلف سعد الحريري: انتقل فؤاد المخزومي ــــ كما غيره ــــ من ممانعة مبتذلة إلى وهابيّة مبتذلة، وكلّ ذلك من دون أن نلاحظ. نجا السنيورة من غضبة ثورة أتباع السعوديّة والإمارات. صورة قاسم سليماني في معرض الكتاب أثارت من الاحتجاج والاستفظاع الكثير فيما جلس فؤاد السنيورة وراء طاولة في المعرض يوقّع كتب حججه وذرائعه وتبريراته من دون أن يعترض على وجوده أحد. أصبح قاسم سليماني هو مهندس الانهيار المالي في لبنان، وليس فؤاد السنيورة الذي تولّى (هو أو أزلامه) وزارة المالية وبتوكيل من رفيق الحريري نفسه. السنيورة لا يزال يحاول أن يغطّي على دوره المشين في حرب تمّوز. المراجع الإسرائيليّة والأميركيّة عن الحرب كانت واضحة. كانت إسرائيل متمسّكة به كما كانت أميركا، وكانت المداولات الأميركيّة ــ الإسرائيليّة تتمحور حول: كيف يمكن لنا مساعدة فؤاد السنيورة؟ وكيف يمكن لنا في حربنا أن نقوّيه؟ وكان مشروع السنيورة في العدوان على لبنان متطابقاً مع الأجندة الإسرائيليّة، مهما حاول السنيورة أن يطمس دوره أو أن يخادع ويوارِب ويغيّر الموضوع. لن يُفيد تذكير السنيورة لنا بأنّه كان قومياً عربياً يوم كان الكثير من رجعيّي اليوم قوميّين عرباً. حتى بعض أمراء آل سعود انضمّوا إلى عبد الناصر في حينه. البطولة لم تكن في أن تكون قوميّاً عربيّاً عندما كانت هناك «مكافاة» في الموقف. البطولة أن تكون قوميّاً عربيّاً اليوم، في زمن تحالف دول الخليج مع إسرائيل. وفحص الدم الذي يرفض السنيورة أن يخضع له، أُجريَ له في حرب تمّوز وكانت النتيجة صفر وطنيّة وصفر عروبة.

0 تعليق

التعليقات