علاء اللامي

يتفرغ الباحث العراقي علاء اللامي في «معجم اللهجة العراقية ـــ الجذور العربية الفصحى والرواسب الرافدانية» (مؤسسة «أبجد العراقية للنشر والترجمة والتوزيع») لدراسة وتحليل اللهجة العراقية. يضمُّ المعجم أكثر من 900 فقرة مرتبة ألفبائياً، تحتوي على مئات المفردات من اللهجة العراقية مع شرح معانيها وجذورها بالرجوع إلى معاجم عربية قديمة، مع الإشارة إلى بعض الكلمات المشابهة لها في لهجات بلاد الشام والجزيرة العربية ومصر والمغرب العربي. يشكّل هذا المعجم بما يحتويه من معلومات لغوية وتاريخية شائقة مستمدة من المعاجم القديمة وكتب التراث، مناسبةً ممتعةً للتعرف إلى جذور مفردات اللهجة العراقية الغنية بالجواهر المترسّبة من اللغات الرافدانية المنقرضة وخصوصاً الأكدية. ينتهي بثلاثة ملاحق: الأول عن حياة وإنجازات الخليل الفراهيدي البصري، واضع أول معجم عربي في التاريخ، والثاني قويمس يضم عشرات الكلمات العربية الفصحى المنقرضة، والثالث كلمات سومرية وأكدية ما زالت حية في العربية واللهجة العراقية.

سها مصطفى


تستعرض الكاتبة السورية سها مصطفى في روايتها الجديدة «اللعنة» (دار هاشيت/نوفل) محطات سياسية ودينية مهمة في تاريخ الإسلام، وتُركِّز على الفترة العثمانية، وتعود أيضاً إلى فترات رئيسية في تاريخ الخلافة والدولة الإسلامية مثل الأموية والعباسية والمملوكية. تُفكِّك الكاتبة ببراعة هالة التاريخ المقدّسة التي تحيط ببعض الأحداث عبر سرد قصة حياة شخصيتين رئيسيتين: «حمامة» التي وُلدت في الريف السوري وحملت ندوباً من حياة سابقة، إذ شهدت مجازر العثمانيين ضد العلويين في حلب إلى أن قُتِلت في مجزرة التلال عام 1514. أما الشخصية الثانية فهي «رميا»، الجارية في قصر السلطان العثماني سليم الأوّل «القاطع»، الذي قاد تلك المجازر الدموية. تتقاطع حياة هاتين الامرأتين في رحلة زمنية مُدهشة، إذ تواجهان القيود والمصائر المفروضة على العباد، وخاصة النساء، وتُضحّيان بحياتيهما من أجل الحرية والتمرّد ضد السلطة والقمع، وتدفعان ثمناً باهظاً مقابل قناعاتهما الشخصية.

ألكسندر تشايانوف


تُبرز «رحلة أخي أليكسي في يوتوبيا الفلاحين» (1920) للكاتب الروسي وعالم الاقتصاد ألكسندر فاسيليفيتش تشايانوف (1888-1937) الصادرة بترجمتها العربية عن «محترف أوكسجين» (ترجمة أحمد م. الرحبي) مشاهد مدهشة للمناظر الطبيعية المحيطة بموسكو. يصف تشايانوف مجتمعاً لم تعد فيه المدن أماكن للحياة، وأصبح الناس يسكنون الريف الروسي، يزرعون الأرض، معتمدين على الطاقات الإبداعية الخلاقة التي تجمع بين تقاليد الماضي والتقنية الحديثة، من وسائل راحة وتنقّل سريع. تنسف الرواية المدنَ الكبيرة في شكلها الصناعي الحالي، وتراهن على المبادرات الإبداعية الشخصية، ونشر الثقافة والفن في كل مكان. يحلم الكاتب في تشييد مدينته الفاضلة موسكو، على غرار اليوتوبيا الكبرى التي تخلّلت بعض الأعمال الأدبية في بدايات القرن العشرين. تبحث الرواية عن بدائل للاستبداد الذي يعتري الديمومة البشرية، وترسم مستقبلاً مغايراً للاتحاد السوفياتي آنذاك بعد الإطاحة بنظامه «أدبياً». وقد كانت، على نحوٍ ما، سبباً في إعدام صاحبها.

روبرتو خطلب


يُقدّم الباحث اللبناني البرازيلي روبرتو خطلب في «برازيليون لبنانيون في لبنان» (دار سائر المشرق) نبذة محدثة عن العلاقات الإنسانية والتاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية بين البرازيل ولبنان. يرتكز على أبحاث حصرية، معتمداً على اتصالات ومقابلات ووثائق ومذكرات شخصية عن البرازيليين المندمجين في المجتمع اللبناني. كما يتضمن الكتاب مسحاً موثقاً حول مراحل معاودة هجرة البرازيليين والبرازيليين- اللبنانيين من أصحاب الجنسيتين، التي تستمر منذ أكثر من 123 عاماً وأقدمها حتى هذه اللحظة، هجرة يعقوب ووديعة منسى، من غوسطا إلى البرازيل عام 1885 قبل أن يهاجرا مرة أخرى عام 1901 عائدين إلى لبنان. يشرح الكتاب كيف بدأت أواصر علاقة البرازيليين تتعمَّق مع بلاد الأرز، ولا سيما بعد زيارة إمبراطور البرازيل بيدرو الثاني جبل لبنان في عام 1876. يُعدُّ الكتاب مناسبة للتعرُّف بشكل أفضل إلى البرازيل حيث يتواجد البرازيليون اللبنانيون في كل القطاعات الثقافية والتربوية والتجارية والسياسية.

مجدي دعيبس


في «الحورانيّة» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) يختتم الكاتب الأردني مجدي دعيبس مشروعه الروائي الذي بدأه بـ «الوزر المالح» واستمرّ به في «حكايات الدرج» و«قلعة الدروز». يضيء دعيبس على مرحلة حاسمة من تاريخ الأردن منذ أواخر الستينيّات إلى منتصف الثمانينيّات، جاعلاً من قرية خيالية في إربد الحورانيّة مكاناً للأحداث. ترصد الرواية تغيّرات وتجاذبات المجتمع الأردني على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، عبر قصص مجموعة من الشخصيات التي تبحث عن الذهب. تتأثر هذه الشخصيات بالأحداث الداخلية (مثل ملاحقة الشيوعيين) والخارجية (مثل أحداث حماة والخليج ولبنان) التي شكّلت المنطقة. تعكس الرواية التبعات الاقتصادية للطفرة النفطية والأزمات والفساد على حياة المواطنين، والتحوّلات الاجتماعية التي شهدتها البلاد في ظل تزايد الشعور الديني والتشدّد وتكاثر الأولياء الصالحين. تبدأ الرواية بجريمة قتل تهزّ القرية وتصدم الأهالي، وتكشف خلال التحقيق عن أسرار وأحداث متناقضة نسيها الزمن.

كارلوس ماريا دومينغيث


يروي كارلوس ماريا دومينغيث في «بيت الورق» (2002) الصادرة بترجمتها العربية عن «دار الخان للنشر والتوزيع» (ترجمة محمد الفولي) قصة بلوما لينون، أستاذة أدب اللغة الإسبانية في «جامعة كامبريدج» التي قُتلت بواسطة سيارة في شارع في لندن أثناء قراءتها قصيدة لإميلي ديكنسون. يتلقى زميلها الأرجنتيني الذي عُيِّن بديلاً منها، مظروفاً من الأوروغواي باسم المتوفاة يحتوي على كتاب لجوزيف كونراد بعنوان «خط الظل». يلاحظ أنّ الكتاب مُتضرر من الرطوبة ومغطّى بالإسمنت والطين، كما أنّه مُزيّن بإهداء غامض من بلوما لشخص يُدعى كارلوس. يستغل الأستاذ الجديد، وهو مدمن على الكتب وعاشق للقراءة، فرصة زيارته لبوينس آيرس لرؤية والدته، ليتتبع أثر الشخص المثير كارلوس. «بيت الورق» قصّة رائعة حول حب الكتب، أو بالأحرى جنون الكتب، تجعل القارئ يفكر في مغامرة المطالعة والمخاطر الجسيمة التي يمكن أن تنتج عن الرغبة في امتلاك الكتب والشغف المجنون بالقراءة. يقدّم الكتاب فكرة حول كل هذه المشاعر بروح فكاهية نوعاً ما.