تدور أحداث «مسافات حب» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) في المغرب وفرنسا ويوغسلافيا، بين عامي 2015 و2021. تتناول الرواية جائحة كورونا وتردّداتها الزلزالية حول العالم لا سيما في المغرب، عبر رصد حركة المرضى وآليات العلاج في مستشفى ميداني مغربي، والتحوّلات التي طرأت على أنماط العيش وحركة الحياة في المدينة، وتُبيّن كيف أزالت الجائحة المسافات بين الناس، والحدود بين الدول، ومحت الفوارق بين الطبقات الاجتماعية. يميط الروائي اللثام عن العجز البشري في مواجهة كوارث الطبيعة، ويشير إلى ما أحدثه الوباء من تضامن بشري، من جهة، وما أفرزه من ممارسات التغول السلطوي، والأنانية القومية، والتمييز العنصري، من جهةٍ ثانية. تسرد الرواية مسار حياة سناء بشراوي، بدءاً من وصولها إلى المطار من باريس وانتهاءً بمغادرتها المستشفى الميداني. تتعرّف سناء إلى الطبيب كريم، فتبدأ علاقة حقيقية وصادقة تُعوِّضها عن الغياب الأبوي في حياتها.
المهدي مستقيم
يسعى المهدي مستقيم في كتابه «الدين والمعنى» (دار سؤال ـ بيروت) إلى إبراز مميّزات الفكر الفلسفي المتمثلة في النقد القائم على الفحص والاستبصار والسؤال، باتباع سبيل الشك المنهجي، الذي يُعتبر أحد أعظم السُّبل المؤدية إلى اكتشاف الحقيقة. يحاول الباحث المغربي دراسة أزمة الفراغ التي تعانيها المجتمعات الغربية المعاصرة، فقسّم كتابه إلى أربعة فصول. ركّز في الفصل الأول على التباين بين الفلسفة الدينية وفلسفة الدين، وحاول تحديد دور فيلسوف الدين وخصائص مقاربته للمسألة الدينية. وفي الفصل الثاني، قدّم أسس المقاربة الفينومينولوجية للمسألة الدينية وأهمية النتائج التي تُسفر عنها. أما في الفصل الثالث، فقد تناول النمطين المهيمنَين على العالم وهما المقدّس والدنيوي فيما ركّز الفصل الرابع على تبرير الفرضية التي تقول إنّ الإيمان يسعى إلى فهم المطلق وملاقاته، لأنّ المطلق يعني تطابق المعنى والواقع داخل الكيان الإنساني.
زهراء غريب
«أريحا» هو عنوان المجموعة القصصية التي صدرت للكاتبة والقاصة البحرينية زهراء غريب عن «دار أبجد للنشر والترجمة والتوزيع». أشارت غريب إلى أنّ كتاب «أريحا» هو وسيلتها للتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني في مصابه الجلل، خصوصاً مع ما يجري اليوم في غزة من حرب إبادية لم ترحم البشر والحجر، مشيرة إلى أن قوّة الكلمة هي ما تملكه ككاتبة لتقديم الدعم والتعاطف. تحتوي المجموعة على 52 قصة تتنوع بين الطويلة والقصيرة جداً، تركّز جميعها على ثيمة إنسانية موحدة، معتمدةً مذاهب سردية متنوعة مثل الرمزية والواقعية. تنقل هذه القصص قضايا الإنسان العربي وهمومه بأسلوب يقترب من البوح الداخلي. اختارت غريب عنوان «أريحا» لأنه يحمل دلالات متعددة تُعبّر عن مبادئها وتعلقها بالأرض، لا سيما أن «أريحا» أقدم مدينة فلسطينية يعود تاريخها إلى عشرة آلاف سنة، وهي ترمز إلى الثبات والخلود ورفض بيع الإنسان والأوطان.
منير الحايك
يروي منير الحايك في روايته «يوميات عقيمة» (الدار العربية للعلوم ناشرون) قصة فاطمة التي قبلت بالزواج التقليدي لكي «لا تبقى عانساً» في نظر الآخرين وهدفاً لتعليقاتهم. تسافر فاطمة مع زوجها إلى الخارج وفي اعتقادها أنّ كلّ مشكلاتها قد حُلّت بالزواج، ولكنها سرعان ما تواجه مشكلة العقم، فتخوض رحلة صعبة لإنجاب طفل. تتناول الرواية مسائل متنوعة مثل الصداقة، والغربة، والأمومة، وتسلّط الضوء على الجوانب النفسية للشخصيات. اختار الكاتب اللبناني أن يحكي تجارب حيويّة واقعية وقاسية لكي تكون أقرب إلى وجدان القارئ، فيشعر بالتواصل مع معاناة أبطالها ويتفهم تصرفاتهم ومشاعرهم. تتعامل الرواية كذلك مع قضية التحرش الإلكتروني عبر شخصية «سعد» الذي يلاحق فريسته حتى ينال منها. يُبرز الكاتب هنا الظلم الذي تتعرض له الضحية من قبل المجتمع الذكوري الذي يلقي اللوم دائماً على المرأة كونها الحلقة الأضعف.
مصعب ابو توهة
أطلق مصعب أبو توهة مجموعته الشعريّة الأولى باللغة العربية «تستريحُ الأرضُ من كلامِنا» (دار النهضة العربية ــ بيروت) بعد «أشياء قد تجدها مخبّأةً في أذني» التي صدرت بالإنكليزية عن «منشورات سيتي لايتس الأميركية». تدور القصائد حول ثلاثة محاور رئيسيّة هي الذاكرة والزمن والسيرة الذاتية. الكتاب مؤلف من قسمين، إذ تَظهر في القسم الأول عناوين واضحة لكنّ الكلمات فيها لا تحمل «أل التعريف» مثل: «ليل»، «سرقة»، «انعكاس»، «ركام»، «قذيفة»، «محطة أخيرة» وغيرها. أما القسم الثاني، فيعتمدُ على طريقة العنونة بالأرقام الرومانيّة. يحتوي الكتاب على مجموعة من النصوص الشعرية التي تصف بدقة الشقوق والاختلالات التي وقعت فعلياً داخل المكان، الإنسان، والزمن في قطاع غزة وفلسطين. يسعى الشاعر الفلسطيني الشّاب، بجهد لغوي ملموس، إلى ربط متقن بين الوجود الخارجي والوجود الداخلي لعالم فلسطين وذاكرته المتعددة النكبات.
ندى الأزهري
تروي الكاتبة ندى الأزهري في كتابها «عربية في إيران» (دار الساقي) تجارب وملاحظات وذكريات جمعتها خلال رحلاتها واستقرارها لسنواتٍ أربع في مدينة طهران برفقة زوجها. تحاول إعطاء لمحة ملموسة عن بلاد نسمع عنها كثيراً ولكننا لا نعرفها حقاً، وتلقي الضوء على الإيرانيين العاديين الذين قد نقابلهم في الشارع أو أثناء التجوال في البلد، وتخبر القارىء كيف يتصرفون ويفكرون وماذا يحبون وكيف يُظهرون مشاعرهم. لا تخفي الأزهري دهشتها من الجهل العربي العميق بالشعب الإيراني رغم قرونٍ طويلةٍ من تبادلات وثيقة بين العرب والفرس. وقد فضلت الأزهري الابتعاد عن العموميات وقررت أن تحكي عن تجارب معيشية تُصوّر الناس في واقعهم وفي ما يكشفون عن أنفسهم. في هذا الكتاب أيضاً ملاحظات التقطتها الكاتبة في شوارع طهران وأثناء السفر إلى المحافظات التي نادراً ما يذهب إليها الأجانب ومحادثات مع مثقفين وأناس عاديين، ولقاءات في الأسواق أو سيارات الأجرة، وفي الريف وحفلات المجتمع المُرفه.