عبد المجيد زراقط

خاض أطفال فلسطين تجارب مهمّة للدفاع عن بلادهم منذ احتلالها حتى اليوم. تدور «يوميات نضال وعز» (دار البيان العربي) للكاتب اللبناني عبد المجيد زراقط حول يوميات أطفال الحجارة الممثلين بفتاة اسمها نضال وفتى اسمه عز. قام هذان الطفلان بعمليات بطولية ضد كيان الاحتلال. اعتاد البطلان أن يرويا لجدهما ما يحدث معهما، وكان الجدّ يكتب هذه اليوميات من منظوره ويحكي لهما ما يعرفه عن تاريخ النضال الفلسطيني بوصفه واحداً ممن شاركوا في صناعته. بناء قصص هذه اليوميات متخيّل، غير أنه يصدر عن واقع يعيشه الفلسطينيون يومياً، يتمثله الكاتب ويمثله في بُنى قصصيّة معادلة كاشفة ودالّة. تتضمن اليوميات مئة وأربع قصص قصيرة مُوجّهة إلى الأطفال تروي كل واحدة منها عملية من عمليات الانتفاضة الفلسطينية المقاوِمة للمحتل.

أحمد الفخراني


تقدم رواية «المشاء العظيم» (دار الشروق) للكاتب المصري أحمد الفخراني بانوراما سردية عن مسيرة الروائي الطموح والمحبّ للشهرة محمد الأعور. يتناول الفخراني مسيرة الأعور وجهوده الملتوية لتحقيق المجد والنجومية في عالم الأدب. ورغم نجاحه في تحقيق أحلامه، إلّا أنه يُواجه تحدياً جديداً عندما يظهر شبح أستاذه الراحل والروائي المنسي فرج الكفراوي ليطالبه بسداد دين قديم. يتبين أن الأعور سرق من أستاذه المغمور ستّ روايات أسهمت في نجاحه وتألقه المهني. ولكي يُكفِّر الأعور عن ذنوبه ويعيد إحياء اسم الكفراوي بعد طول غياب، يجد نفسه مضطراً لتأليف رواية جديدة باسم أستاذه. تجمع رواية «المشاء العظيم» بين عناصر الدراما الإنسانية العميقة والتشويق، وتطرح تساؤلات مهمة حول النجاح والأصالة والزيف والسرقات الأدبية، بالإضافة إلى استكشاف فن الرواية ومستقبلها.

راوية المصري


تدور أحداث «الضحية والقنديل» (الدار العربية للعلوم ناشرون) للكاتبة اللبنانية راوية المصري أثناء الحرب الأهلية، وتعكس تأثيرها على العلاقات العائلية والإنسانية والخلافات بين الأطراف على مفهوم الوطن والانتماء والهوية. تحكي الرواية قصة ريم المسلمة التي تقع في حبّ جارها نديم المسيحي. لكن والدها يرفض هذه العلاقة ويرسلها برفقة أمّها إلى القرية لتزويجها من ابن عمها المسافر. تُجبر الفتاة على البقاء في بيت عمها وانتظار عودة ابن عمها سليم بعدما فقدت والدتها على أيدي المليشيات المتقاتلة. بعد خمسة أعوام، يعود سليم برفقة زوجته، ما يضطر العائلة للبحث عن عريس آخر لريم من دون جدوى. تمضي السنون وتنقضي الأيام إلى أن يجد نديم حبيبته من جديد. تهرب ريم معه لتبدأ حياة جديدة خارج أسوار الوطن. بعد العيش في مجتمع غربي مختلف في تقاليده وعاداته، تكتشف ريم أنّ الواقع الجديد لا يناسبها، فتُقرّر رسم مسار جديد لحياتها لا يشاركها فيه رجل.

لطيف شنهي


يُقدّم لطيف شنهي في كتابه «عصر بودلير والشعر العربي» (دار خطوط وظلال) دراسة بديعة في الأدب المقارن تظهر تأثر الشعراء العرب بشاعر فرنسا الأشهر شارل بودلير. يُوضِّح الباحث التونسي خلفية الحداثة عند بودلير، وقدرتها على سدّ الفراغ الروحي الذي نجم عن تطوّر العصر والتقدّم في القرن التاسع عشر بعد تراجع تأثير الدين والكنيسة. استمع بودلير للمنطق الخالص للشعر، وتحدّى كل الضغوط الأخلاقية والتاريخية والدينية المفروضة على الفن ليقدم قصائد حداثية غاية في الروعة في كتابه «أزهار الشر». يسعى شنهي إلى لفت انتباه أولئك الذين يهتمون بتاريخ الأدب والأدب المقارن، إلى حقيقة أن الشعراء الرومانسيّين العرب لم يكونوا فقط متأثرين بالمذهب الرومنطيقي، بل كانوا أيضاً مذهولين ببودلير وبأساليبه الشعرية، وعشقه للصيغ اللغوية المتناقضة والتصاوير الغريبة.

دانيال بناك


يُحوِّل الروائي الفرنسي دانيال بناك في «قانون الحالم» (2020) الصادرة عن «منشورات تكوين» (ترجمة محمد أيت حنا) سيرتَه الذاتية إلى تخييل، ويُقيم مسرحاً لشخصيات هي عينها الشخصيات المحيطة به في عالمه الواقعي. تبدأ الأحداث حين كان الراوي وزوجته يشاهدان فيلماً ممتعاً للمعلّم الإيطالي فلليني (1920-1973). فجأة، ينفجر المصباح الكهربائي وتحلّ العتمة. يستخدم الراوي كرسياً يضعه على الطاولة، في محاولة لتغيير المصباح ولكنه يسقط على الأرض بقوة ويغيب عن الوعي. تعتقد الزوجة أنه مات، لكن دانيال يبدأ في الاستغراق في الأحلام وإعادة عيش حياته بطريقة مبتكرة. تطرح الرواية مسألة الحدود بين الواقع والخيال وبين عالم الكتابة والأحلام، إذ يوجّه الكاتب تحيّة للمخرج العبقري الذي عكس أحلامه وذكرياته التي كانت مجرد خيال وحوّلها إلى مشاهد حقيقية مترابطة في كل أفلامه.

علي بن غانم الهاجري


دائماً ما أغوت الصين المستكشفين القدماء، كما حضرت بقوة في أدب الترحال العربي، حيث وصف الرحالة العرب كالبغدادي وأبو ياقوت الحمري تفاصيل الحياة في الصين من أصغرها لأكبرها منبهرين باختلاف هذه الأمة عما شهدوه سابقاً، فاعتبروها إقليماً متفرداً بحد ذاته. يعود الباحث القطري علي بن غانم الهاجري في كتابه «الصين في عيون الرحّالة» الصادر حديثاً عن «دار جامعة حمد بن خليفة للنشر» ألف عام إلى الوراء لاستكشاف الصين القديمة. رصد الرحّالة العرب طبيعة الحياة في ظل حكم أسرتي تانغ ويوان، ومظاهر الحضارة والعادات والتقاليد في الصين آنذاك. يعتبر الكتاب سجلاً حافلاً بنصوص القوانين وأسماء المدن واللوحات الفنية والمخترعات والملبوسات والأطعمة في ذلك الزمان. وسيتمكن قارئ الكتاب من استيعاب أسباب النهوض الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي للصين اليوم.