عادل بكوان

يروي عادل بكوان في «العراق... قرن من الإفلاس: من عام 1921 إلى اليوم» (دار هاشيت/ نوفل) قصة بلد يحاول منذ مئة عام أن يصبح بلداً. يشرّح عالم الاجتماع العراقي الفرنسي كيف تأسس العراق عام 1921 على يد الملك فيصل الهاشمي الذي سعى جاهداً لوضع اللبنة الأولى لمؤسسات الدولة بعد طيّ صفحة الاحتلال العثماني والبريطاني. مع ذلك، لا يزال هذا الكيان عرضة للتدخلات الخارجية. أما فيما يتعلق بالأمور الداخلية، فما زال يعاني من تدخلات المؤسسة الدينية وانتشار الفساد، بالإضافة إلى سيطرة الأحزاب على موارد البلاد وسطوة المليشيات الطائفية. يؤكد بكوان على ضرورة أن تنخرط النخب العراقية في مراجعة حقيقية شاملة لهذا القرن من الفشل الذريع، كي تشفى البلاد من أمراضها المزمنة، وخصوصاً أمراض المذهبية والفساد والمحسوبية.

ماجدة محمد حمود


تتناول ماجدة محمد حمود في «الانفتاح على الآخر لدى المُتصوّفة» (دار الساقي) موضوع التصوّف ونهج المتصوّفين. في زمننا الحالي الذي يهيمن عليه التعصّب والكراهية، تنادي المتصوّفة بثقافة تجمع الناس رغم اختلاف لغاتهم وتنوّع أعراقهم. تعرض الباحثة اللبنانية حياة ثلاثة متصوّفين معروفين، هم ابن عربي والعطار والرومي. لم يعرف هؤلاء الثلاثة العزلة عن الحياة لامتلاكهم فكراً عميقاً منفتحاً على الآخر، مستندين في انفتاحهم إلى أصول الدين الإسلامي: الخطاب القرآني والحديث. من خلال هذا العمل، تُوجّه الكاتبة دعوة لبناء علاقات اجتماعية متينة قُوامها المساواة والتواضع وقمع الأنا في سبيل الـ«نحن»، لنسج العلاقة بين الإنسان والإنسان الآخر، وكذلك العلاقة بين الإنسان من جهة والحيوان والطبيعة من جهة أخرى.

أليف شافاك


تناقش أليف شافاك في «كيف نحافظ على سلامة عقولنا في عصر منقسم» (2020) الذي انتقل أخيراً إلى المكتبة العربية (دار الآداب ـ ترجمة أحمد حسن المعيني) كيفية التعامل مع أزمات عصرنا الذي يشهد انقسامات حادة. أنجزت الكاتبة التركية عملها خلال فترة الحجر الصحي بسبب كورونا، فتحدّثت عن الوباء وتأثيره على الحياة النفسية والاجتماعية. يتكون الكتاب من سلسلة مقالات قصيرة تعالج قضايا يومية مثل القلق، واللامبالاة، والغضب. كما يتطرق إلى مفاهيم مثل «نرجسية المجموعة» و«مخاطر التعاطف» والتعرض المفرط للمعلومات المُضلّلة. وتستعرض شافاك تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الناس وتقترح استخدام القصص كوسيلة لتوضيح المعلومات ومحاربة الشائعات. كذلك، يُسلّط الكتاب الضوء على أهمية التواصل والتعاون في عالم مليء بالتناقضات، ويحث على تجنّب النرجسية الجماعية والعنصرية ومشاعر الكراهية.

زياد خداش


كتب زياد خداش مجموعته القصصية «الجراح تدّل علينا» (منشورات المتوسط) بأسلوب رشيق وبلغة خالية من أي نزوع أو ادّعاء بلاغي. يبدأ الروائي الفلسطيني مجموعته بقصة «رجال غرباء» التي تحكي حكاية طفلة يهودية في فلسطين تسأل جدّتها عن أولئك الرجال الذي يقفون أمام «بيتهم»، ويصطحبون صوراً فوتوغرافية وأطفالهم ويبكون، فتخبرها الجدّة بأنهم لصوص يحاولون سرقة سيارة جدّها طوال الوقت، فتنشأ الطفلة على فكرة أنّ الفلسطينيين أصحاب الأرض، ليسوا سوى لصوص يحاولون سرقة «اليهود»! عملية تزييف تاريخية وواقعية إلى درجة الصفاقة وعلنية استغرقت قرناً كاملاً ولمّا تزل مستمرة حتى يومنا هذا. تضُّم المجموعة العديد من القصص منها «وردة الواتساب» و«الجراح تدّل علينا» وغيرهما.

حسن الحسيني


يتناول الباحث اللبناني حسن الحسيني في الجزء الثاني من كتابه «مستقبل البشرية» المُعَنوَن «هندسة العقل والبشر» (الدار العربية للعلوم ناشرون) مسألة تطور الحياة البشرية وفقاً لثلاثة مسارات. الأول يعتمد صناعة كائنات آلية مُزوَّدة بذكاء اصطناعي وبوعي بشري اصطناعي؛ ما يؤدِّي إلى تكوُّن مجتمع آلي. المسار الثاني يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج أعضاء آلية واستبدال أعضاء بشرية تالفة أو معطلة بأعضاء آلية ذكية؛ ما يؤدِّي إلى تطوير مجتمع بشري/ آلي. أما المسار الثالث فيتعلّق بالتدخُّل في تخليق كائنات طبيعية أو إصلاح أعضاء بشرية وتعديل مواصفاتها؛ ما قد يؤدِّي إلى ظهور مجتمع إنساني بقدرات عالية! يعتقد الباحث أنّ التقدُّم الحاصل على صعيد تقنيات «التصميم الذكيّ» قد ينقل البشرية من واقعها الراهن المحكوم بالخوارزميات العضوية إلى واقع جديد غير مُحدّد المعالم.

جبران خليل جبران


بعد صدور «نبي» جبران خليل جبران بترجمة الشاعر هنري زغيب في طبعة فنية خاصة محدودة النُسخ عن منشورات «مركز التراث اللبناني» (الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU)، أَصدرت دار «سائر المشرق» أخيراً طبعةً ثانيةً عاديةً في حجم كتاب الجيب، وفي ثمن شبه رمزيّ (3 دولارات) ليكون متوافراً في مستطاع كلِّ من يودّ اقتناءه في مكتبته. قدَّم الناشر لهذه الطبعة الثانية بكلمة جاء فيها: «لا يزال هذا الكتابُ، منذ عقودٍ، بين أَكثر الكتُب مبيعاً في العالم. فشهرتُه لا تقتصر على ملايين نُسخه في لغته الأَميركية الأُم ولا على إِعادة طبعه فيها ولا على لغاتٍ أُخرى تلقَّفَتْهُ وبلغَتْ حتى اليوم 113 لغةً في جميع أَنحاء الكرة الأَرضية، وإِنما شهرتُهُ كذلك هي في استحالته مرجعيةً عُليا للفكر الإِنساني حتى بات جبران عنواناً عالَميّاً للبنان، وبات هذا «النبي» كتابَ العالم».