1- جِذْر العِرْق(ما قاله ثابت شقيق الأقلام السبعةِ. لسهولةِ السين في الفارسي، وتوتر القاف في الديواني، وما ادّخره لعللِ إخوتهِ: الثلث، والرقعةِ، والنسخِ من السابلةِ، وعسلِ السدر، والكهرمان).
ليس التين وحده،
ولا المئذنة بمفردها،
ولا عشية هرب الجبل
إلى ترقوة المتهم ِ
فأطلق الجبين على
بواكير الصاعدين بأغنامهم
ذروة الغبشِ والبسطِ.
وسدّد القفا صوبَ إبراهيمَ يوسفَ.

الفنان اليمني علاء روبيل يجسّد قصص الحرب على جدران عدن (بعدسة صالح العبيدي، وكالة الصحافة الفرنسية، 10.05.2023).


2- تعديل طفيف
لا المئذنةُ بغمازتيها،
ولا نهود العابدِ،
ولا سقوط القداحةِ على كوابحِ سيارة
اللاندروفر في خطِّ لحج الراهدةِ
ورمحُ السرعة يكشطُ جلدَ المائةِ والعشرينَ...
ولا العَصَبُ الخامسُ...
لا أحد من هؤلاءِ فكَّر
أو حتى شكَّ بخنصرهِ بالونةً
أو مولداً.

3-تعديل مسموح به
اضبطَ بيقينك الكلمةَ الأخيرةَ يا ثابت الحاجبينِ.
شدَّ المعصفرَ على السليقةِ. النسخُ رقعةٌ تركيةٌ
والمصاحفُ على أسنةِ الإخوةِ تبالغُ في الوداعةِ.

4- الْقَسَمُ
كالوهمِ أنطحُ الغرماء فأجرحُ، أنا صائدُ القلائد الخفيةِ، نصيبي من العثراتِ عائدةٌ، ومن المقاهي ثمرةُ زِرْ. لهذه المفازة أعددت ألوان حذائي المستتر، واقترضتُ فصّاً، وغبتُ.
كالمنطقِ تنكرُهُ عَشْوَاءُ، وتبتكرُ خانةً لكل ارتجالٍ، خابيةً لكلِ نزيفٍ، تدلِّي السعال في القاروة، وتزعمُ العشبَ... كم لأبنائكَ من أذرعٍ في الغيلةِ؟ لمريديكَ من صحائفَ؟ أي انتظامٍ تزرعُ لشعبك؟!
بالرجفةِ أخطُّ الأقراطَ على الألماس، وأربِّعُ مدناً في ساعات الحوائط، أقتطعُ من الخرافات الفطائرَ، وأستجدي الحفاة المغناطيس.
كالصدق تدور حول عراقيبك، ولا تقفُ.
يا ويلاه يندب الحائطَ جدارٌ: اقترض السكران الحيَّ كلَّه ولم يسدده في المناسب المتفق على وشوشاتهِ من الفاتورةِ. ويلاه من عتبةٍ هذا الاكتراث المدمن، من ضعفٍ توحش النظارة، من جوافةٍ هذا الزيتون.
ابنُ عروقٍ العريسُ، ابنةُ ثلجٍ العروسةُ، ونجلُ نارٍ الثلجُ.
القسمُ أجنحة الطائر، والكذب البندُ الرفراف النزقُ. أحلفُ بأول كذبةٍ على الصدق، وعندي قضاة عدول لكل حبة قمح، عندَ القمحِ فصيلٌ من الحاصداتِ. عند الحاصدات نواهد من كل مرتع خرفان... طر بعيداً يا وطني، طر عميقاً وعقيقاً، حلِّق بريئاً، شادناً، فالقسم حنث القمارى، وتلقائية السرو، القسم أجنحة الخلاص، والعذر، أنت حرة فصيحة يا بلدي.
إنها رشوةٌ متواضعةٌ لكاحليكِ هذه المدينةُ، دسيها في الرمل وسأراوغ كاروكيهات وزارة الأشغال العامة والطرق ومهندسي المستقبل، سأجترح لهم عذراً طائفياً ألهيهم به عن ملاحقة آثار بنانك. سأزج بخيالاتهم في الجبلِ، وإذا ارتدتْ سريعاً سأعيد قوسها صوب بحر قريب. إنها رشوة صغيرة من متسول، اقبليها مؤقتاً أؤمِّن لك متاهةً ومهراً وافراً، وخطة عرسٍ، و«معازيمَ» بطبولٍ وولائمَ، انقعيها في اليانسون إن غلبك اللون الأحمر وأقنعَك بالركض.
الكتاب على ما هو عليه: تنشج المباغتةُ، ويتلقف الحنك الأعلى الالتفاتة بذقنهِ وكتفيهِ. لا تضع القلم الأحمر على الجذوع فالعالم لا تنقصه المناشير والمبادرات الحسنة السمعة، والرغيف لا يحتمل عنف الراحةِ. قف ثانيةً وكرِّر الرسن.
هذه الناقة أرضعتها عجلة سيارة متوعكة فقدت سيرها في المنعطف.
يا إلهي فك فرامل الفتيان، والنصائح العائلية. ارزق سعاة بريد الحي طوابع، وشهادات جامعية. استثنِ الثقة من بوابات الدخول، أَرْجِئ الإعلان عن الصيف إلى الشتاء، ومره بتوخِّي الجمع والخريف. اسلكْ بالأقحوانِ شرايين جديدة. وقطارات مطلية بالشموس، ولا تدع البنت المسكينة بلا طينٍ.

5- الواقعة الحقيقية
(حيثيات أجهزتْ على الممكنِ، أشجارٌ تمكّنت من المنعطف، تصلبٌ في الشرايينِ عصيٌّ على الخاصيةِ، غرقٌ حتى الكاحلينِ، استغاثة)

يوم جميل ومشمس ذلك الذي قضيناه معاً
نهار مثاليّ الثواني، والكعكِ.
ضحى معتدل الطقس.
ظهيرةٌ حارة ورومانسية.
قيلولةٌ لم يعبرها درسٌ،
ولم تخرج هويتها الورقيةَ لمأمور شرطةٍ
أو كمينٍ أو موظف بنك.
عصريةٌ محترمةٌ بتعبير مناقبيٍّ.
غروبٌ دافئٌ ومحرضٌ على البقاء والمناورة.
بشوش، وكثير الثناء على المسلسلات المكسيكية
والشاي العدني، وغنج صنعاء.
نهارٌ فضفاض من غير إسهابٍ
أو معاودةٍ أو تمددٍ.
يومٌ لا معيار يفكِّر في مقاربته
بأيةِ صيغةٍ أو قميص.

(*) مقتطفات من ديوان بالعنوان نفسه صدر حديثاً عن «مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر» القاهرة.
(**): تعز/ اليمن