أحبّ مكتئباً..أستيقظُ صباحاً بلا رسالة، أستمعُ إلى فيروز تغنّي «سلملي عليه»، وأنا أشربُ النِسكافيه، وأكتبُ طوال اليوم عن الوِحدة، وفي الليل ننام معاً.
ميشال دُوفينَانْتْ: «لقاء» (زيت على قماش، 2018).

نناقشُ فلسفة الحبّ والموت في الوجودية، كأن نتجرّع السمّ ثمّ نطلق النار على بعضنا. وقضية الإيمان بالحياة، وتشابه الأرواح وتآلفها، وأنَّ كل روح في هذا الكون تبحث عن نظيرها أو أليفها، ونتحدّث عن خوفنا من غضب الله.
وأعود إليه وأنا أبكي، دون خوف من أن يملّ مني، فأنا أعرف أنَّه يفهمني، ويغفر ثرثرتي، ويعفو عن هفواتي، وكل ما سيفعله: يأخذ بيدي ويضمّني بقوة إلى صدره، وهو يبكي لأجلي أو علينا.
وأمسك بلحيته، فأنا أحتاج أن يلمس شعر وجهه عيوني، وأتوقف عن البكاء.
يشاهدني وأنا أكتب شعراً حزيناً له، أنافسه في الحزن، ويجعلني أفرح وأنتصر، فهو يعرف أنَّ طفلته (النكدية) الحزينة تحبُّ الفوز بعاطفته دائماً.
ويجيء لي وحدي، فأنا ظلّه الحزين الذي لا يفارقه، ولا يتخلّى عنه مهما اشتد اكفهرار قلبه، ثمّ يقبّلني من فمي ونضحك خجلاً وتتبخَّر كل أحزاننا.
* بيروت/ لبنان