ڤاسيلي كاندينسكي ــ «أحمرُ بَيْضِيّ» (زيت على قماش، 1920)

ذهبت الدودة سيسو، عارضةُ أزياء فيرساتشي، لتقضي حاجتها في المرحاض. أكل الذئبُ أمّها في منامه، وغرقت سيسو بدموعه. لم يسمع صوتَها أحد.
¡¡¡

تحت شمعة نُعاسٍ مسبَلةِ الجناحين وقع الطفل المشاكس، شرايدي، في فم المدفع مرّتين. على الطريق المرسوم بالطباشير يرقص جنديّ بأشلاء نفسه منذ يومين لينجو من المطر.
¡¡¡

ريشة الكلب، المعنّفةُ كوزيرٍ أنيق، تحفظ في حسابها البنكي زرَّ الكهرباء. الفجل على مائدة الجيران لا يضيء. ـــ ارفع يديك: تحت كل حجَر طريق. ـــ صاح الوزير وهو يشخر في المطبخ.
¡¡¡

زيزفونة، زميلةُ معتوق في نادي «اليوغا على نار هادئة»، تغسل ركبتيه بالشاي. أحياناً لا تموت من الجوع. مرّةً سبقه الشبَعُ بلسانها إلى «باب اللوق». أجلسَه الشرطيّ على مقعده وراء الطاولة، وتسلّق زيزفونةَ المصباحِ الكهربائي: ليقرأ أفكار الوزير من فوق.
¡¡¡

— هالو! (النطق الإنكليزي الأعوج مسروق من لغة أهل الجنة: حلو!). أمس مشيت إلى الجنة أبحث عنكِ. قالوا لي: ـــ لا تعذِّبْ حالَك! ابحثْ عن اسمها الحرَكي. في الجنة ما عندنا أسماء دنيوية! جرّبت: زنجبيل، حبّة البركة، تراموي خط العجوزة/ المرْجة.. ــ لا حسّ ولا خبر. جاء حوريٌّ راكضاً، ميِّتاً من الضحك. قال لي: ـــ يا معوَّد! يا باش مهندس! يا سي محمّد.. اطلب «زورونا كلّ سنة مرّة». قلت له شكراً، بالياباني. فاختفى مثل كورونا بعد المضمضة بالملح وخل التفّاح الأزعر. بس كنتِ مشغولة. ما ردَّيتِ، يا حسرة!
¡¡¡

— أوووو! أنا، لَمّا أصابتني كورونا وأظهرت القرونَ، أوّل مرّة، قبل كم سنة، عقدتُ معها معاهدة عدم اعتداء، غير سارية المفعول، وإلى أجل غير مسمّى.. وقبل الاعتراف للزوجة بوجود أولاد من امرأة أخرى لهم حق بالإرث، أخفيت سكين المطبخ، طبعاً. ولَووووو! وإلّا كيف، يعني؟! ولمّا جئت لأعترف لها، عجزت كورونا نفسها عن العثور على أثر لأي زوجة في العالم! ومن يومها تتصل الحزينة بحضرتي من الجنة، تترجّاني أن أشوف لها طبيباً لحروق الدرجة 11. تشكو لي وتسأل: ـــ عندنا لا يغيّرون جلد المحروق. ما مثل ما عندكم.. هل عندكم في جهنم طبيب مفيد، يا صاحبي؟ إلهي يرزقنا رضاك! أسأل لها جاري في الحجرة، وأنتظر الجواب..
¡¡¡

«المرحلة الشرجية» واحدة من مراحل نموِّ الكائن الذي يسمّى الإنسان، حسب تصنيف الرفيق، المأسوف على شبابه الدائم، سيغموند فرويد: تخرّج البروفيسور طيفون بار لُطفي في جامعة «سوشي» اليابانية، اللذيذة كما جاء في سيرته العلمية. سمَّى ابنته البِكر «شِنْكار» (الاسم الحركي لعشيقته السرّيّة)، حبّاً بالفلسفة وغموض الشعر. وضع مجلّة الـ «كانتاو/ بوي» أمام شِنكار (هل هي الابنة، أمِ الحركة السرّية؟) لتقرأ مقالته التي يتصدّر اسمُه وعنوانُها الغلاف. ومال، فجلس جلسة الساق على الساق في ما هو الفارياق، وألقى رأسه الرماديّ على كفِّ يمناه المثنيّة بزاوية حادّةٍ حِدّةَ ذكائه، وسرّح نظره عبر زجاج النافذة في ناطحات ذُباب أحلامِه بهونولولو، ينتظر سماع بعضِ ما يستحق من ثناء. ـــ أوووه! ماي غَد! «أبو نواسْ وثورة الكاسْ»! كم أنت قويٌّ في التعبير!.. في أيِّ صفٍّ كنتَ عندما كتبتَ هذا الموضوع؟ ـــ .. حدّقت شنكار جيِّداً في الكنبة الفاخرة قرب النافذة. لم يرَ نظرها، من تحت جفونها الطويلة، الحسنةِ الصنع والتلميع، إلا غليوناً وزخرفةَ من دخان.
* مونريال/سوريا