1. الكتابةُ واحدٌ يتكثَّرُ، ونُحِبُّهُكثيراً ما يتماهى وَقْعُ الكلمات مع قطرات النبيذ، وغالباً ما تتبادلُ الكتابة والثمل الشفيف دور النشوة الفائقة وفقدان الوزن اللذيذ. على الأقلّ؛ هذا ما يحدثُ لي. على الأصحّ؛ هذا ما حدثَ لي في عددٍ من المَرَّات: في عددٍ من النصوص: في عددٍ من الليالي.
تلك الليالي، وفي أواخرها حين يحتشدُ الكونُ كُلُّهُ ليشهدَ عَليَّ، تبدأُ الكتابةُ بالقبضِ على أسراري لتُعّريها ولتُظْهِرَ خفايايَ لي.
عندها؛ أبدأُ أنا.
أنا الآخر، الغريبُ القريبُ الكامنُ في واحدةٍ من طَّياتي الكثيرة. ذاكَ المطمور المُسْتَفَزّ أحسُّ به يطلعُ مني رويداً، ورويداً أبدأُ بمعاينته على نحو الكتابة (لا خارجها ولا قبلها أو بعدها!) أعاينُ وجوهاً جديدةً ما كانت في مراياي ذاك الصباح. وأُنْصِتُ لأصواتٍ تتعالى وتصطخبُ دافعةً بأصابعي لتلحقَ بها، فأنصاعُ رغمَ دهشتي وانشداهي! فأكتبُ.


لماذا أبدأُ أنا/ الآخر خفيفاً بوزن الأحلام الطائرة نحو سَماءٍ لها ألوان قوس قُزَح الذي رسمناهُ كثيراً على دفاتر المدارس، وكثيفاً بأثقال الأجساد المنبهرة بمجالات جذبها وانجذابها غير المفهوم، لكنه المرغوب درجة التوسُّل، ومسحوراً بوطأةِ الرائحة الخَفيّة الهابطة فوق كُل ما أفهم وأعي!
يا لها من رائحة لا تليقُ بها الصفات المألوفة! صفات العاديّات المليون! ويا له من خَفاءٍ يضربُ في صدري طبولَ رقصتي الأخيرة، الصاعدة المتصاعدة لترتقي هَزَّةَ الجِماع المزلزلة، ويقرعُ في خلايايَ المُخَدَرَّة أجراسَ أسئلتي المُشْرَعَة على بياض الجواب؛ فأراني أتطايرُ.. ثم أبْهَتُ.. ثم أذوبُ.. ثم أتلاشى فوق يبابٍ (أُقْسِمُ بِرَبَّةِ الحُبِّ وباخوس النبيذ) كانَ فِراشاً بعثرنا نِظامَهُ وتنسيقَهُ الحدائقيّ بفوضى أعضائنا الناغلة في بعضها حَدّ الدم النابض!
أهذه هي الكتابةُ؟ أم هو أنا الأوّلُ؟ أم بالكتابةِ يطلعُ الآخرُ فيَّ – ربما الثاني أو العشرون - ليكشفَ غطاءهُ، فأشهدُ عليَّ بصيغة الجَمْع، فأشهدُ علينا جميعاً؟!
عَلَّ ذلك، بِكُّلِهِ أو ببعضهِ، هو الحقيقةُ برأس«ميدوزا» الواحد وثعابين شَعرها التي بلا عدد!
إذَن: أنا لستُ واحداً، وعَليَّ أن أبحثَ لأجِدَ بقاياي في سِواي، والكلماتُ هي المفتاحُ لا الباب.
وتذكّرتُ أنها، في جُملةٍ اعتراضيّة، قالت لي موضحةً معنىً كانت تتقصّاهُ بعفويّة الحديث: «بالكتابةِ أنتشي، وحين أنتهي أحسُّ وكأني بلغتُ ذروتي».
ولَمّا أرسلتُ لها، في ما بعد: «أنتِ في الكتابةِ غيركِ في المرئي العابر».
أجابتني: «أنا في الكتابةِ هي أنا التي أُحَبُّ».
■ ■ ■

هي هكذا، فهل أنا كذلك؟ ربما أنا مثلها، وربما هي تشبهني، فثمّة مشتركات بيننا، تلظمنا، ولكنها تُحِبُّ نفسها في الكتابةِ أكثر. إذَن: نحن لسنا وحدنا في المرئي والمحسوس والممسوك والمسموع والعابر بين الناس؛ فثمّةَ آخرون فينا ينتظرون مِنّا أن نُفْرِجَ عن كينونتهم بالكتابة. لكنهم، لخبثهم الطيّب ومكرهم حَسَن النوايا، يدركون أنَّ الوصولَ إليهم وإخراجهم من كمونهم بين طّياتنا يتطلبُ أن نَدخلَ في خِفَّةِ الخَفاء: وأن نَشِّفَ لنسبحَ بين طّيات فِراشٍ رُتِّبَ كالحدائق: وأن نهدمَ نظامَهُ لنبني من رَشْحِ عَرَقنا، ونَزْفِ دمنا، وتصاعد لهاثنا، وانبجاس مياهنا تلك الحقائق المتوارية تحت الكلمات!
■ ■ ■

أنتِ تُحِبُّين نفسكِ في الكتابةِ أكثر.
وأنا أبحثُ عن بقايايَ في سِواي، ليصيرَ لي أن أحبَّ نفسي من غير انفصال عنهم.
- ليلة الأحد/ فجر الاثنين، 1 حزيران 2009

2. أسئلة التجربة، أسئلة الشر
أكان عليَّ أن أدخلَ هذه التجربة؟
انتهيتُ من لَفْظ تساؤلي، بيني وبين نفسي، إنما بهمسٍ يكاد يُسْمَع، وحَفّزتُ جسمي فتحركَ باتجاه الكومبيوتر. وجدتُ أني أتركُ «كافكا على الشاطئ»، رغم سرديّة الرواية اليسيرة والعميقة في آن، وأندفعُ مستجيباً لَهَلَعٍ اجتاحَ روحي، عنوانه: أكانَ عليَّ أن أدخلَ في هذه التجربة؟
أجَل. قلتُ. كانَ عليَّ وكان على رُكامي المتجمِّع، كأنه أشتات كتائب مهزومة من الجنود الجرحى، أن يحشدَ حيويته المتبقيّة ليواجهَ سؤالي، ولو بيقينٍ مهزوز، عَلَّني أُسَهِّلُ من صعوبة السؤال. ثم انقدحَ في ذاكرتي صدى تلك الجملة التي ما عدتُ قادراً، الآن، على تحديد قائلها. أهو المسيح؟ لا أعتقد، لكنها واحدة من محفوظاتي ذات العلاقة بالمسيح (التجربة على جبل قرنطُل) والأناجيل والقداديس الكَنَسيّة التي صَبَغتني، نوعاً ما، وبدرجةٍ ليست عالية، بـ«طُهرانيّةٍ» لا أؤكدُ إطلاقاً على صفائها. «لا تُدخلني في التجربة، ولكن نَجِّني من الشرير!».
وها أنا أكتبها هنا، الآن، وكنتُ كتبتها ذات رواية في وقتٍ آخر. وها أنا، لأنني حَذِرٌ من الانصياع لمزالق الأفكار الآخذة بتلابيب بعضها، أفكِّرُ في مستوياتها. أفكِّرُ معتمداً على نفسي؛ إذ لا أملكُ بين يديَّ كتاباً يسعفني في تفسير الآيات الإنجيليّة والأقوال المأثورة الموزَّعَة في صفحاته. وأبدأ من السؤال - كعادتي -:
هل يكمنُ الشريرُ في التجربة، أم هو الشَرُ يكمنُ فيَّ أنا؟
هل أُصبحُ شريراً بسبب التجربة، أم أنَّ التجربةَ تترجمُ الشرَ الموجود أصلاً، والمتحفز داخلي؟
هل تكتملُ عناصرُنا بتوفير الشر وتفعيله، أم تصفو إنسانيتُنا وتتطهَّرُ حين نتخلّصُ من الشر فينا؟
هل بالشرِ نتراجعُ عن ولوجِ جَنَّة الله، أم بالشر لَمّا نهزمه تصيرُ الجَنَّةُ استحقاقاً عادلاً؟
مَن نحنُ؟
بَشَرٌ يريدون الوصول إلى مصاف الملائكة، أم مُخْلِصون لبشريتنا المجبولة كأقدارٍ لنا، لا نستطيع الحيادَ عنها أو حَرْفها، وبذلك: نحنُ مجرد شياطين صِغار، لا أكثر؟
فليكُنْ: نحنُ شياطينُ صِغار نعيشُ على هذه الأرض لـ«نَتَشَيطَن»، وحسب.
لِمَ لا!
لِمَ لا نشاغبُ في صُفوف المعلّمين الآخذين شؤونَ الحياة بِجِديّةٍ عمياء، ونشاكسُ تلك الأنظمة التي بَلَغت حَدَّ التصنيم الأبله، ونحطّمُ النوافذَ المسدودة أمام جموح خيالنا، ونكسرُ أقفالَ البوابات المُفضية على رحابة الركض في جنائن قصورٍ قرأنا حكاياتها، ونُعيدُ طَليَ جدران حياتنا المتقشرة بألوانٍ تخرجُ من عُمْقِ نفوسنا المُرْتَجَّة: بألوانٍ نستعيرها من دفاتر الرسم المحفوظة في حقائب أطفالنا المدرسيّة، ثم نرى العالَمِ بمناظير ليست هي التي أوْرَثهَا لنا الأسلافُ وحفظوها داخل صناديقهم متآكلة الخَشَب، ونصادقُ على عُهودٍ كتبناها بأشواقنا المؤَجّلَة تبيحُ لأجسادنا مجالاتَ التعارُف من غير قيود، ثم نؤذي بعضنا وأنفسنا إلى درجة عدم الفهم – أوليسَ إدخالنا لبعضنا في حالاتٍ تستعصي على الفهم (فهمنا وفهمهم) هو ضَرْبٌ من الأذى غير المقصود؟
أوليست حياتنا بِرُمّتها هي التجربةُ بعينها، فكيف لنا أن لا ندخلها؟
كيف لا ندخلُ، والإبهامُ وارتباكُ مداركنا وعجزها عن الإمساكِ والقبض على «حقيقتـ(نا)» لمسألةٌ لا تقبل الحل إلاّ بالدخول.. لا الخروج! إنَّ رفض الدخول في التجربة لا يعني، عندي، سوى الخروج من هذه الحياة.
وإني فيها تماماً.

- ليلة الثلاثاء/ فجر الأربعاء، 3 حزيران 2009

3. ذاك الضوء، ذاك الموت
أن نخرجَ من الحياة يعني أننا نمضي باتجاه فضاءاتٍ تطالبنا بمعانيها!
نقولُ: هو الموتُ! ونستنتجُ: هو العَدَمُ!
إذَن؛ نحنُ ننتقلُ من وجودٍ مُعَايَن، مادّي وممسوك، إلى فضاءٍ أو مجالٍ يحتاجُ مِنّا لأن نقومَ بتعريفه. فكيف لنا، بينما لا نزال في الحياة الملتبسة، المحتجبة عن عَين اليقين، أن نجترحَ تعريفاً لِمْا هو غامضٌ ملفوفٌ بالأحاجي ومُقَّمَطٌ بالاحتمالات؟ كيف لنا، و«لم يَعُدْ أحَدٌ من الموت ليخبرنا»، أن نرسمَ لتلك الفضاءات أشكالاً وألواناً وروائحَ وطعوماً؟ بأي وسيلةٍ يمكن لنا ولوجَ الما - بَعْد، بينما الراهنُ، الما - قَبْل، يستلزمُ مِنّا أن نخترقَ سدوداً ذهنيّة ومفاهيميّة هائلة، وأن نغالِطَ رواسخَ إرثيّة تقاربُ التقديس، لكي نطمئنَ إلى ثَباتِ ما نأتي به، وبالتالي إلى ثُبوته؟
عَلَّهُ الخيالُ.
لكنه، كما أحسبُ، ليسَ خيالاً مستنداً على تحديداتٍ سابقة أُلْحِقَت بالأديان، ولا يحتكمُ محتجزاً نفسه في حدود المنطق الأرضي وقوانينه. ومن هنا، فهو ليس مأخوذاً بعوالم «دانتي» الشعريّة، أو مسحوراً بروائع «مايكل أنجلو» التجسيميّة، أو مبهوراً بشفافيات «دافنتشي». عَلَّهُ الخيالُ المكتفي بطاقته، بمعزلٍ عن أي شيء سواه وسواها، ينطلقُ سابحاً باتجاه ذاك الضوء: الضوء الخابي، المتوامض، الجاذب والمراوغ، الذي كلّما اقتربنا من مجاله تحوَّلَت كتاباتُنا إلينا، كأنما هو فينا، وسباحتنا ليست سوى سبرنا داخل أرخبيلاتنا المجهولة والمدفونة في أعماقٍ بلا قرار!
عَلَّه، إذَن، الخيالُ الفني والأدبي، وهو حُرٌّ بالضرورة.
وهذا حَسْبي، أنا الإنسان الصغير، لا أكثر.
أحاولُ أن أفهمَ سطوراً، أو جُمْلَةً، أجِسُّها بكاملي كي أصِلَ إلى (معنىً)، أو أن أقبضَ على (صورةٍ)، غير أنَّ تفككاً سرعان ما يبغتُ اكتمالَهما، فأبدأُ من جديد! ربما يكمن سِرُّ الكتابة في هذا البناء/ اللغز، وربما يتفشى سِحْرُ القراءة في هذه الذاكرة التي لا تثقُ أبداً بنفسها؛ فنراها تعيدُ جميعَ الصوَّر المتوالدة إلى أُصولٍ ليست مَحَلَ ثقة! وهكذا تتوالى الأشياءُ، تدورُ حول نفسها كلّما جاءت كتابةٌ جديدة، وتحاورُ منطوقَها المراوغ كلّما حضرَ قارئٌ آخر!
■ ■ ■

«وخارج النافذة جنودٌ/ يسرقون أنفسهم لكي يموتوا».
واه! يا إلهي! أيها السامي! ما هذا الذي قامَ بتسريبه هاروكي موراكامي في كلماتٍ قليلة داخل ما يشبه الشعر في روايته «كافكا على الشاطئ»! كيف يكون تفسيرنا لهذه الجملة/ الصورة؟ هل تكنزُ الجملةُ معنىً، أم هي مجرد استعارةٍ (كما يشددُ أحد أبطال روايته) لجأ إليها، لأنَّ أشياء العالَم لا تخضع للتفسير العاقل دائماً؟ ماذا يريد أن يقول؟
هو يريدنا، نحن القُرّاء، أن نقولَ بالنيابةِ عنه ما يَظّنُ أنهُ يريد!
وبالتالي: هو يتركُ لهذه الجملة التي كتبها أن تتحوَّل إلى مَعانٍ، أو صُوَرٍ تتعددُ وتتعددُ بعدد أسمائنا وذاكراتنا، لكنها، في الوقت نفسه، تبقى جملته هو مُلْكاً له وبامتياز!
هل خرجَ الجنودُ من النافذة ليموتوا، أم أنَّنا نرى الجنودَ خارج نوافذنا وهم يموتون؟
كيف يسرقُ الجنودُ أنفسَهم ليموتوا؟ أهي إشارةٌ على أنهم سرقوا وعيهم بأنفسهم، عبر الخمر والثمل الكامل، مثلاً، فتلاشت النفسُ لديهم، فباتَ الإقدامُ على الموت سهلاً إلى هذه الدرجة؟ أم أنَّ الموتَ وشيكٌ ولازِمٌ ولا رادَّ له؛ فانسرقوا إليه بمحض إرادتهم؟
وماذا عن النافذة؟ أهي نافذتهم، أم نافذة مَن يرونهم، أم نافذتنا نحن الذين نقرأ هذا عنهم ونحاولُ فهم المعنى.. أو معاينة الصورة؟
إنهُ الموت.
وإنهُ صاحبُنا.
وإنهُ المفردةُ في لُغات الشعوب التي تشيرُ وتكتفي بالإشارة، دون الحاجة إلى أي استفاضةٍ كاذبةٍ لن تكون متحررة، أبداً، من رواسب ثقافاتها.
وهذا يكفي؛ إذا تُرِكَ المجالُ مفتوحاً للخيال، ومتحرراً من وجوبات الكتابة الواصفة. فالكتابةُ في الموت من داخله، والحالةُ هذه، لا تعدو أن تكون محضُ تأتأةٍ ساذجة لا تُقْنِعُ حتّى البلهاء! ولذلك؛ نحنُ نكتبُ الإشارات بوحيٍ من ذاك الضوء الخابي، المتوامض، الجاذب والمراوغ، ليس إلّا. ولذلك؛ نحنُ نكتبُ على هذا النحو من أجل تحفيز الخيال، بمدلول الروح القلقة التائقة المتوهجة، ولنقرأ احتمالات مدفوناتنا فينا!
نحن نكتب الاستعارات، لا أكثر.
■ ■ ■

اليوم صباحاً، بما أنه عطلة الأسبوع، شغلتُ نفسي بترجمة واحدة من قصائد الروائيّة والشاعرة الكنديّة مارغريت أتوود. تتحدث القصيدة عن الموت. عن موت الشاعرة (كافتراض طبعاً)، مُحيلةً إيّاه إلى صورةٍ علينا ممارسة قراءتها بدءاً من عنوانها (هذه صورةٌ لي)، أقتطعُ منها: «الْتُقِطَتْ الصورةُ في اليوم التالي لغَرَقي./ أنا في البحيرة، في وسط الصورة،/ تماماً تحت السطح!/ من الصعب أن أحددَ/ بالضبط، أو أن أقول/ كم أنا كبيرة أو صغيرة:/ إنَّ تأثير الماء/ على الضوء تشويهٌ وتحريف/ ولكن إنْ نظرتَ طويلاً بما يكفي/ وفي آخر الأمر/ يكون بإمكانكَ أن تراني».
هكذا إذَن: الصورةُ تم التقاطها في اليوم التالي على غرق الشاعرة في البحيرة. كأنَّ أحداً لم يعمل على انتشالها بعد! لكننا، إذا ما نظرنا جيداً وبما يكفي من الوقت، وبحسب نصيحتها لنا، فسيكون بمقدورنا أن نراها غريقةً تحت الماء!
أجَل. سوف نجترحُ رؤيتها بعين الخيال، مخترقين تشويه الماء وتحريف الضوء. وسوف نعيد تشكيل الصورة على هوانا، حتّى وإنْ خالفنا بذلك تلك التي أرادتها مارغريت أتوود لغريقتها! الصورة التي ليست، ربما، واضحةً حتّى لها حين كتبت قصيدتها!
ألم أقُلْ إنهُ ذاك الضوء المراوغ، الخابي والمتوامض، والذي يتلامعُ داخلنا؟

- ليلة الثلاثاء/ فجر الأربعاء، 28 تشرين الأوّل 2009
* عمان/الأردن