«الفتح»: الكاظمي سيشارك في مؤتمر الرياض ضمن «خطوط حمراء»
وفي هذا الإطار، يقول الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، زياد العرار، المقرّب من الحكومة، لـ«الأخبار»، إن «العراق لعب دوراً أساسياً وكبيراً في عملية التفاوض ما بين الرياض وطهران، وهو استطاع أن يقوم بهذه الوساطة فيما عجزت عنها دول أخرى كانت مهيّأة ومعروفة بعلاقاتها مع السعودية وإيران، مثل سلطنة عمان ودولة الكويت ودول أخرى»، مضيفاً أن «الكاظمي استطاع أن يحوّل العراق من منطقة صراع بين الدولتين إلى منطقة تفاوض، وهذه نقلة كبيرة في المشهد العراقي، حيث أصبح العراق صاحب قرار وصاحب كلمة في هذا المجال». ويَعتبر أن رئيس الوزراء «يريد أن ينهي هذه المفاوضات بشيء جميل، وهناك تَوجّه إقليمي ودولي لمباركة جهوده في هذا المجال»، لافتاً إلى أن «الكاظمي قام بزيارات مكّوكية بين البلدين، وحالياً أعتقد أنه وصل إلى وضع النقاط على الحروف». وعن حظوظ الرجل في ترؤّس الحكومة المقبلة، يرى العرار أن «هذا يعتمد على المشهد العراقي، لكنه حتى هذه اللحظة الأقرب والأوفر حظاً، لأنه يتّصف بالهدوء وباستخدام السياسة السهلة مع كلّ الأطراف المتناقضة، سواءً داخلياً أو خارجياً». ويؤكد أن «العراق سيحضر القمّة العربية - الأميركية المُقرَّرة في السعودية، وهناك وعود حقيقية بأن يتمّ دعمه اقتصادياً وسياسياً في هذه القمّة»، التي يصفها بأنها «مهمّة جدّاً للعراق، وقد تفضي إلى نتائج جيدة يتمنّاها البلد منذ سنوات». ويَخلص إلى أن «سياسة الكاظمي الخارجية ناجحة، حيث استطاع أن يوفّق بين الداخل والخارج على رغم الاعتراضات الداخلية، ومخرجات الأمور سوف تقنع الجميع».
وعلى رغم اعتراض «الإطار التنسيقي» المبدئي على مشاركة العراق في قمّة الرياض، إلّا أنه أجرى نقاشاً مع رئيس الوزراء بشأنها، خلُص إلى الاتفاق على المشاركة ضمن شروط، وفق تأكيد القيادي في «تحالف الفتح»، علي الفتلاوي. ويقول الفتلاوي، لـ«الأخبار»، إنه «تمّ الاجتماع مع الكاظمي، والتداول بخصوص الذهاب إلى السعودية، وجرى الاتفاق على أنه لا ضير في المشاركة في مؤتمر الرياض، إذا كان أوّلاً يصبّ في مصلحة العراق والعراقيين، وثانياً إذا لم يكن منطلَقاً للعدوان ضدّ دول الجوار ولا سيّما إيران، وثالثاً أن لا يكون مناسبة للتداول في موضوع التطبيع مع إسرائيل، كون التطبيع لدينا خطّاً أحمر». ويضيف الفتلاوي أن «هناك أيضاً بعض الأمور التي تمّت مناقشتها مع الكاظمي، ومنها أنه لا يمكن التنازل عن ثروات العراق. وإذا كان دخول العراق مُصلحاً ما بين الجمهورية الإسلامية والسعودية واليمن، فهذا من دواعي السرور».