أيام قليلة، ويحلّ رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، ضيفاً على البيت الأبيض، بناءً على «دعوة رسمية»، وفق البيان الصادر عن مكتبه. وبحسب البيان، فإن «الكاظمي سيلتقي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الـ20 من شهر آب/ أغسطس الجاري». أمّا جدول الأعمال، فيتمحور حول «ملفّات العلاقات الثنائية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والتعاون في مجالات الأمن والطاقة والصحّة والاقتصاد والاستثمار، إضافة إلى التصدّي لجائحة كورونا، والتعاون الثنائي بما يخدم المصالح المشتركة». ولا يخفى أن بغداد ترغب في إنجاح الزيارة لأسباب عديدة، لعلّ أبرزها وفق مصادر مطّلعة ما يلي:1 - إنضاج التفاهم الأمني العراقي - الأميركي، وخصوصاً أن الزيارة ستتخلّلها الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين البلدين، والذي تتطلّع بغداد إلى أن يفضي إلى توقيع مذكّرة نهائية، بُعيد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية (مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل).
2 - الحفاظ على التوازن في العلاقات الإقليمية والدولية، خصوصاً ما بين طهران وواشنطن.
3 ــــ الاستمرار في جهود الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، مع انطلاق جولة جديدة من اللقاءات الإيرانية - الأميركية في العاصمة العُمانية مسقط مطلع الشهر الجاري.
يضاف إلى تلك العوامل الثلاثة، ما جرى، أخيراً، في العاصمة اللبنانية بيروت، والذي من شأنه، وفق المصادر نفسها، توليد تحوّلات كبيرة، ليس في لبنان فقط، بل في المنطقة أيضاً. تذهب المصادر، في هذا السياق، إلى القول إن «بعض اللاعبين المحليين (العراقيين) في طور السقوط»، مقابل «وجوه وقوى أخرى سيتعزّز حضورها، وثالثة جديدة ستظهر على الساحة بغطاء إقليمي ودولي». كذلك، تعتقد بغداد أن الفرصة سانحة الآن للعب دور أكبر في الإقليم، وخصوصاً أن رئيس الحكومة الحالي يمتلك خطوط تواصل مع مختلف العواصم المتصارعة.
ومن هنا، تبدو مفهومة مسارعة الكاظمي إلى مدّ يد العون للبنان، وتوجيهه بإرسال شحنات من «الغاز أويل» والحنطة إلى البلد المنكوب. لقيت هذه الخطوة ترحيباً في طهران التي وجدت فيها خرقاً للحصار الأميركي المفروض على لبنان، ومقدّمة لإخراج الأخير من أزمته، بينما لم يظهر أن ثمّة سخطاً في واشنطن على قرار الحكومة العراقية، على رغم كسره خطّاً أحمر أميركياً. أما في الداخل العراقي، فقد رحّب أطراف عديدون بالمبادرة الحكومية تجاه بيروت، ووجدوا فيها سبباً إضافياً لتدعيم دعوتهم إلى ترشيح الكاظمي لولاية ثانية.