قررت مجلة «ذي نيو ريبابليك» الأميركية أن تحلل نفسية رئيس البلاد، باراك أوباما، وتدلّ على علله وأمراضه النفسية الدفينة. ومع تصاعد وتيرة الحملات الانتخابية الرئاسية، وفي ظل أجواء تقويم عهد أوباما إعلامياً، نشرت المجلة تقريراً للمحلل النفسي، مدرّس علم النفس العيادي في مركز جورج واشنطن الطبي، جاستن فرانك، عن «الأسس النفسية لمشاكل أوباما السياسية». المحلل أعلن أنه «لا يحتاج إلى معالجة أوباما في عيادته كمريض، لأن هناك الكثير من المواد المتوافرة التي تمكّنه من تنفيذ ما يسمى تحليلاً نفسياً تطبيقياً». واعتمد في قراءته على كتاب سيرة حياة أوباما «أحلام والدي» وعلى بعض تصرفاته وردات فعله. فرانك انطلق من شعور عام عند البعض بأن أوباما يفتقر الى «قيادة عاطفية لبعض الأمور»، وملاحظة البعض الآخر أن الرئيس «لا يواجه مشاكله على نحو مباشر». «وهذا أمر نفسي بحت، يعود الى تركيبة شخصية أوباما»، يقول المحلل النفسي. اعتماداً على مبدأ أن «لكل شخص غضباً ما في داخله» يشير فرانك إلى أن أوباما «يفصل نفسه عن غضبه ببذل مجهود فكري وبمحاولته الحثيثة لإبقاء الأمور ضمن إطار واضح». بهذا، أوباما «لا يحتوي غضبه أو يكبته في داخله وحسب، بل يفصل نفسه تماماً عن الشعور». ويضيف «وهذا ما يجعله يعمل على مستوى عال من التفكير الصافي غير الممزوج بالتأثيرات التخريبية للمشاعر والرغبات الجامحة». لذا، يقول فرانك إن الرئيس «قد يبدو كمن يمشي خلال نومه غير مكترث بالذين يصرخون عالياً حوله»، «إذ إنه قادر على التعامي عن الغضب الذي يعتريه، ولا يسمح لنفسه بأن يشعر كلياً به».
فرانك يشير الى أن ذلك ليس الا تعبيراً عن «خوف أوباما من الهجر». فقدرة أوباما الظاهرية على فصل تفكيره عن الشعور، وتحييد أحاسيسه الغاصبة ناتج عن «تاريخ طويل من إخراج نفسه من المعارك والمواجهة بطرق غريبة»، يشرح المحلل النفسي في تقريره. وهو يعيد ذلك «التاريخ الطويل» الى طفولة أوباما، عندما هجرته والدته ثم اضطر إلى ترك منزل زوج والدته وبعدها الانتقال من بلد الى آخر. فضلاً عن كونه طفلاً مختلط الأعراق، وقد عاش في بيئتين مختلفتين جذرياً. لذا، «تعوّد أوباما مواجهة الخسارة من دون اعتراض»، وقد «اعتمد على التأقلم والتعايش مع ظروفه» خلال فترة طويلة من حياته. ويلفت التقرير إلى أن بعض الشخصيات المؤثرة في حياة أوباما، مثل زوج والدته، كرروا على مسامعه عبارة «إيّاك أن تتذمر إن أُصبت أو واجهت أيّ مشكلة».
يشير التقرير إلى أن شخصية أوباما تلك ساعدته كثيراً في حياته السياسية، ويذكّر بأن «الرئيس تمكّن من إلقاء النكات خلال عشاء مراسلي البيت الأبيض بكل سهولة، فيما كان يعلم أن عملية قتل أسامة بن لادن جارية»، لكن حذر أوباما الدائم وحرصه على التأكيد على الانتماء، إضافة الى كبت مشاعره، أدت جميعها في بعض الأحيان الى خسارة بعض المتعاطفين معه. محتجو «وول ستريت» مثلاً شعروا بأن الرئيس «غير معني» بتحركهم أو بقضيتهم.
وطالما أن السؤال الأهم هو «ماذا سيفعل الفرد بغضبه وكيف»، عسى أن تظهر حملة انتخابات ٢٠١٢ بعضاً من غضب أوباما، يختم التقرير الطبي. ويخلص فرانك إلى أن الرئيس يحتاج الآن الى «دفشة» ما للتخلص من مخاوفه الدفينة «كي لا ينضم الى نادي الرؤساء السابقين».
(الأخبار)