أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أول من أمس، رفع حالة التأهّب في القواعد العسكرية في الولايات المتحدة كـ «إجراء احترازي قبل الذكرى العاشرة لهجمات 11 أيلول»، بموازاة معظم القواعد الأميركية خارج البلاد، التي «تعمل تحت مستوى مرتفع من التأهب». والقرار، الذي بدأ سريانه، اتخذه وزير الدفاع ليون بانيتا، بناءً على توصية من قائد القيادة الشمالية التي تشرف على القوات في أميركا الشمالية.وصرّح بانيتا، خلال زيارته النصب التذكاري الجديد لاعتداءات 11 أيلول في موقع «غراوند زيرو» في نيويورك، أن تنظيم «القاعدة» أُضعف على نحو ملحوظ خلال العقد الذي أعقب الاعتداءات. وشدّد على أنه على الشعب الأميركي «أن يفتخر بتعرض القاعدة لسلسلة ضربات في السنوات الاخيرة، وبنجاح الإدارة في ملاحقة قادتها، وتصفية ثلاثة من أربعة منهم مصنَّفين الأرفع مستوى في التنظيم، وفي مقدمهم اسامة بن لادن»، الذي قتل في عملية نفذتها وحدة كوماندوس أميركية في باكستان مطلع ايار الماضي.
غير أن العمدة السابق لمدينة نيويورك، رودي جولياني، الذي حدثت الهجمات في عهده، حذّر من «طيّ صفحة 11 سبتمبر ووضع الحادث الأكثر مأساوية في سلة التاريخ». وأكّد أن «تنظيم القاعدة لا يزال يرغب في شنّ مزيد من الهجمات على الولايات المتحدة، وهو بالفعل يخطط لذلك».
في هذا الوقت، لا يزال المسلمون في الولايات المتحدة يعيشون تحت ضغط الهجمات، وهو ما عبّرت عنه المؤلفة الأميركية، المصرية المولد، منى الطحاوي، التي قالت إن الكثير من مسلمي الولايات المتحدة ينتابهم القلق مع اقتراب الذكرى خوفاً من عودة مشاعر الاضطهاد والتحامل ضدهم.
وقالت الطحاوي، المقيمة في الولايات المتحدة، إن الهجمات التي استهدفت نيويورك وواشنطن كانت تعريفاً صادماً وسلبياً بالاسلام بالنسبة إلى الكثيرين في الولايات المتحدة، الأمر الذي ضاعف الصعوبات التي يعانيها المسلمون بالفعل بسبب هوياتهم في البلد المتنوع العلماني.
وبالرغم من حقيقة وجود المسلمين الأفارقة في الولايات المتحدة منذ ايام العبودية، ظلت المعرفة العامة بالمسلمين متدنية عموماً. وأضافت «كثير من الأميركيين لم يكونوا يعرفون تماماً من هو المسلم حتى 11 سبتمبر. كان التعريف الأول بالإسلام سلبياً للغاية». وتابعت «والآن مع اقتراب الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر حان الوقت لنقول نحن هنا، ولن نذهب الى أي مكان... نحن أميركيون ومسلمون أيضاً. كانت عشر سنوات صعبة، والكثيرون منا يخافون من هذه الذكرى لأنها تأتي بكثير من الكراهية والتحامل (ضد المسلمين)».
وتأتي تصريحات طحاوي متزامنة مع أحدث دراسة أجراها مركز الاستطلاع الأميركي «بروكينغز» ومعهد الأبحاث الدينية العامة، قبل يومين. دراسة شملت 2450 أميركياً بهامش خطأ بلغ 2 في المئة، ذكرت فيها أن «الأميركيين يتخوّفون من المسلمين رغم مرور 10 سنوات على الهجمات». وفي الأرقام، تشير الدراسة الى أن «نصف الأميركيين لن يكونوا مرتاحين لرؤية امرأة ترتدي نقاباً، أو لبناء مسجد في جوارهم، أو رؤية مسلمين يُصلّون في المطار».
كذلك قال41 في المئة منهم إنهم لن يكونوا مرتاحين إذا كان المعلم في المدرسة الابتدائية مسلماً. وذكر 47 في المئة من الأميركيين إن «القيّم الإسلامية تتعارض مع القيم الأميركية».
ورأى 52 في المئة من الأميركيين المتابعين لـ«فوكس نيوز» أن «المسلمين يريدون تطبيق الشريعة في الولايات المتحدة»، وأكّد 68 في المئة من مشاهدي القنوات الإخبارية أن «القيم الإسلامية تتعارض مع القيم الأميركية». وأشار الاستطلاع الى أن «القنوات الإخبارية التي يشاهدونها لها دور كبير في تبلور هذه المواقف».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)