بدت واشنطن غير مكترثة بوثائق «الجزيرة» المتعلقة بمفاوضات السلام، معلنة أنها ستمضي قدماً، فيما انتقدت باريس الإدارة الأميركية ضمناً حيال فشلها في هذا الملف، داعية إلى دور أوروبيأعلنت الولايات المتحدة أنها ستواصل السعي إلى حلّ يقوم على أساس الدولتين للنزاع الإسرائيلي ـــ الفلسطيني، رغم بث قناة «الجزيرة» مئات «الوثائق السرية» حول مفاوضات السلام والموفدين الفلسطينيين. وكتب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي على صفحته على موقع «تويتر» أن «الحكومة الأميركية تدرس هذه الوثائق الفلسطينية المفترضة التي بثتها الجزيرة، ولا يمكننا تأكيد صحتها». وأضاف إن «الولايات المتحدة تركز على حلّ يقوم على أساس دولتين، وستواصل العمل مع الأطراف لتبديد الخلافات حول المشاكل الجوهرية».
في هذا الوقت، انتقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ضمناً السياسة الأميركية، وطالب بتدخل أكبر للأوروبيين في عملية السلام، واعداً في هذه الحالة باجتماع جديد للجهات المانحة للفلسطينيين.
وقال الرئيس الفرنسي، في مؤتمر صحافي مخصص لرئاسته المزدوجة لمجموعة الثماني ومجموعة العشرين، إن «فرنسا ستقترح تنظيم مؤتمر للمانحين للدولة الفلسطينية المقبلة، شرط أن يتخذ هذا المؤتمر بعداً سياسياً». وأضاف «لم يعد بإمكان أوروبا أن تواصل الدفع وتبقى بعيدة عن المحادثات السياسية»، موضحاً «لو أنها أحرزت تقدماً من دون أوروبا لكان بإمكاننا القول إن الأمر على هذا النحو. لكنها لا تتقدم»، مندداً ضمناً بمقاربة الإدارة الأميركية.
ورأى ساركوزي أن «البدء بمناقشة الاستيطان كان خطأ»، مضيفاً «لقد كان خطأ لسبب بسيط؛ هناك مستوطنات تطرح مشكلة لأنها ستكون ضمن أراض لن تظل إسرائيلية، وأخرى لا تطرح مشكلة لأنها ستكون ضمن قسم الأراضي الذي سيبقى إسرائيلياً».
من جهة أخرى، أعلنت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية غاضبون من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك على خلفية انسحابه من حزب «العمل»، ورأوا أن هذه الخطوة تعزز القوة السياسية لرئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، الأمر الذي دفع الأميركيين إلى قطع العلاقات مع باراك.
وأضافت الصحيفة إن المسؤولين في الإدارة الأميركية «غاضبون من التحالف الوثيق بين باراك ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو». ونقلت «معاريف» عن مسؤولين أميركيين قولهم لنظرائهم الإسرائيليين إن «مهمة وزير الخارجية التي أداها باراك أمامنا في العملية السياسية قد انتهت. باراك باع روحه لنتنياهو».
ووفقاً للصحيفة، أوفد نتنياهو رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي عوزي أراد للتحدث مع مسؤولين في مجلس الأمن القومي الأميركي، فأبلغه المسؤولون بأن باراك لم ينفذ ما هو مطلوب منه خلال العام الماضي عندما حل مكان ليبرمان. كذلك وصف الأميركيون باراك بأنه مسؤول بقدر كبير عن الجمود السياسي ويلحق ضرراً بمكانة الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط.
(يو بي آي، أ ف ب)