لليوم الثالث على التوالي، بقيت طوابير الانتظار طويلة أمام مراكز الاقتراع في جوبا، وسط إقبال كثيف من الناخبين للمشاركة في استفتاء تحديد مصير الجنوب، ما دفع مفوضية الاستفتاء إلى إعلان تمديد الاقتراع لمدة ساعة إضافية يومياً، لتفادي تمديد أيام الاستفتاء المفترض أن تنتهي السبت المقبل. وبعدما أشار رئيس مفوضية الاستفتاء، محمد إبراهيم خليل، إلى أن التصويت يسير بسلاسة شديدة، أكد عدم وجود مخاوف من الفشل في الوصول إلى نسبة 60 في المئة المطلوبة لاعتماد نتائج الاستفتاء، معرباً عن اعتقاده بأن النسبة ستكون أعلى بكثير من ذلك.
في هذه الأثناء، استمر التوتر بين قبائل المسيرية وقبائل الدينكا نقوك في منطقة أبيي. واتهم الوزير الجنوبي، غير غوانغ، عناصر من قبائل المسيرية بمهاجمة قافلة تقل جنوبيين عائدين من الشمال الى الجنوب أول من أمس، ما أدى الى مقتل عشرة أشخاص من القافلة.
وأوضح أن «الموكب كان يضم 30 حافلة وسبع شاحنات»، مشيراً إلى أن «الشاحنات نهبت، فيما عادت الحافلات إلى الشمال».
وفي اتهام غير مباشر لحكومة الخرطوم باستخدام قبائل المسيرية لزعزعة الاستقرار في جنوب السودان، قال غوانع «إن قبائل المسيرية تنتمي إلى دولة، وهذه الدولة يجب أن تكون مسؤولة عنهم». في المقابل، نفى أحد زعماء قبائل المسيرية تورطهم في الحادث، قائلاً «كيف يمكن أن نكون مسؤولين عن هذه الأعمال، فيما قوة الأمم المتحدة تنتشر بيننا وبين قبائل الدينكا نقوك؟». وأعلنت قوات المنظمة الدولية أنها عزّزت وجودها في منطقة أبيي إثر الاشتباكات التي بدأت يوم الجمعة الماضي.
من جهته، اتهم المتحدث باسم الشرطة السودانية، أحمد التهامي، «الجيش الشعبي باستقدام قواته إلى مناطق المسيرية شمال حدود 56»، مشيراً إلى أن قبائل المسيرية قامت على الأثر «بالدفاع عن نفسها وحصل نهب متبادل من قبل الطرفين».
من جهةٍ ثانية، أكد مستشار الرئيس السوداني، إبراهيم أحمد عمر، أن حكومة بلاده لا تثق بوعود الأميركيين في ما يتعلق برفع العقوبات عن السودان بعد انفصال الجنوب. وقال، خلال مؤتمر صحافي بالسفارة السودانية في عمان، «كذب علينا الأميركيون كثيراً في ما يتعلق بموضوع رفع العقوبات ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وسبق أن وعدونا برفع العقوبات بعد توقيع اتفاقية نيفاشا واتفاقية جوبا، لكنهم لم يلتزموا بأي من وعودهم في هذا الإطار». واتهم الولايات المتحدة والدول الأوروبية بتشجيع الحركة الشعبية لتحرير السودان على الانفصال.
(أ ف ب، رويترز)