أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي، أول من أمس، أن إسرائيل، التي تملك عشرات من الرؤوس النووية، «تجاوزت منذ سنوات الخط الأحمر»، وذلك رداً على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة. بيد أن الأخير اضطر إلى توضيح بعض اللغط حول خطابه، وخصوصاً النقطة المتعلقة بموعد توجيه ضربة عسكرية لإيران. فالحديث عن ترحيل نتنياهو لموعد توجيه الهجوم إلى الربيع والصيف المقبلين، أرغم نتنياهو أمس على تأكيد أن «تحديد الخط الأحمر لا يعني أن إسرائيل ستتخلى عن حقها في العمل العسكري ضد إيران، في أي لحظة». وفي مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، شدد نتنياهو على أنه لم يتنازل عن «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، معرباً عن اعتقاده بأنه استطاع أن يوضح للجميع أن «إيران موجودة حالياً في مرحلة متقدمة من تخصيب اليورانيوم، ومن الممنوع التسليم بذلك، أي إكمال إيران لهذه المرحلة، ولا تناقض بين الأمرين».
وأكد نتنياهو أنه لم يتحدث إطلاقاً، في أي وقت من الأوقات، عن تاريخ لمهاجمة إيران، «أما التواريخ التي أتحدث عنها فهي لم تتغير، وهي ناتجة من وتيرة التقدم الحالي في البرنامج النووي الإيراني، أي أنه لم يبق وقت كثير لدينا»، مشيراً إلى أن «إسرائيل تحتفظ لنفسها بحق العمل وحرية العمل، وفق ما تراه مناسباً، لكن في المقابل، من المهم أن نوضح للأسرة الدولية أنهم إذا كانوا ينوون فعلياً وقف البرنامج النووي الإيراني، يجب عليهم التحرك فوراً لإيقاف عملية التخصيب». وقال نتنياهو «أنا لم أتحدث عن هجوم، بل أكدت أن الخط الأحمر يجب أن يكون قبل أن تكمل إيران المرحلة الثانية من عملية التخصيب المطلوبة لإنتاج قنبلة نووية أولى، وتحديد الخط الأحمر هو أفضل ضمانة للامتناع عن الحاجة إلى عملية عسكرية»، مضيفاً أن «المسألة ليست مسألة وقت وحسب، ولا مسألة تواريخ، إنها مسألة تتعلق بعملية تخصيب اليورانيوم، وفي أي مرحلة تكون جاهزة لإنتاج القنبلة». وأكد نجاح المهمة التي قام بها، مشيراً إلى أنه أوضح ما هو الممنوع وما هو المسموح «أو حتى الاقتراب من تخصيب المواد الخاصة بالقنبلة الأولى».
وحول موقفه المتعارض مع الموقف الأميركي حيال الخيار العسكري، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن «إسرائيل والولايات المتحدة متحدتان بالمبدأ على ضرورة منع إيران من امتلاك السلاح النووي، لكن من المهم لهما أن يبدآ بالبحث حول كيفية ترجمة هذا المبدأ عملياً، وأعتقد أن هذا الأمر قد تحقق، بل أستطيع القول إن الكلمة التي ألقيتها في الأمم المتحدة ترددت أصداؤها في كل العالم، ووصلت إلى مئات الملايين من البشر».
وكان المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، ميت رومني، قد تباحث في اتصال هاتفي مع نتنياهو حول الموضوع الإيراني، وذلك بعد ساعات من مباحثات مماثلة بين الأخير والرئيس الأميركي باراك أوباما.
وقال رومني: «لا أعتقد في تحليلنا النهائي، أنه سيكون علينا اللجوء الى عمل عسكري، وآمل بصدق ألا نضطر إلى ذلك. لا يمكنني سحب هذا الخيار عن الطاولة، وعلى الإيرانيين أن يدركوا أنها وسيلة ممكنة يمكننا أن نستخدمها لمنعهم من أن يصبحوا نوويين».
في المقابل، قال وزير الدفاع الإيراني: «إذا كان امتلاك أسلحة ذرية تجاوزاً للخط الأحمر، فإن الكيان الصهيوني الذي يملك العشرات من الرؤوس النووية وأسلحة الدمار الشامل قد تجاوز منذ سنوات الخط الأحمر ويجب وقفه».
ورأى أنه يتعيّن على الولايات المتحدة والدول الغربية أن تقطع علاقاتها مع إسرائيل، وأن تفرض عليها عقوبات «إلى أن يتم تدمير كل أسلحة الدمار الشامل لهذا النظام».
في غضون ذلك، أعلن قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري أن قواته قادرة على توفير الأمن في المحيط الهندي. وقال إن «كل العالم اليوم يهددنا، إلا انه لا يجرؤ على تنفيذ تهديده، لأنه يعلم أن من جرّب المجرَّب حلّت به الندامة، ويعلم أن الهجوم على إيران لن يجدي».
في هذه الأثناء، أكد قائد القوة البحرية للحرس الثوري الأميرال علي فدوي أن قواته ترصد عن كثب التحركات الأميركية في منطقة الخليج، مشيراً إلى أن «عدد القطع البحرية الأميركية في المنطقة يبلغ حالياً 64 قطعة، فيما ادّعوا (الأميركيون) أن 20 قطعة بحرية أميركية شاركت في هذه المناورة إضافة إلى ست قطع من بريطانيا وقطعة بحرية واحدة من فرنسا واثنتين من اليابان واثنتين أيضاً من الإمارات».
من جهته، قال رئیس هیئة الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء حسن فیروز آبادي، تعلیقاً علی شطب واشنطن «منظمة مجاهدي خلق» من قائمة المجموعات الإرهابیة، إن «استراتیجیة أميركا الجدیدة تتمثل في اللجوء إلی الحروب القلیلة‌ التكلفة في العالم الإسلامي من خلال استخدام المجموعات الإرهابیة من أمثال المنافقین (مجاهدي خلق) والقاعدة».
(أ ف ب، يو بي آي، مهر، رويترز)