حذّر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أمس، «أدعياء زعامة النظام العالمي الجديد» من مغبة إشعال حرب دينية من قبل إسرائيل التي حذّرها أيضاً من القيام بـ«انتحار عسكري» في حال مهاجمة إيران، في حين وصف كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، سعيد جليلي، لقاءه في إسطنبول مع وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون بأنه كان «مثمراً».
ونقلت قناة «العالم» الإيرانية عن رفسنجاني إشارته، في بيان، الى الظروف التي تشهدها مختلف مناطق العالم حالياً بسبب الإساءة إلى الرسول محمد في فيلم من إنتاج أميركي. وتعليقاً على الفيلم المسيء للنبي والتهديدات الإسرائيلية بمهاجمة المنشآت الإيرانية، خاطب رفسنجاني «أدعياء زعامة النظام العالمي الجديد»، محذراً إيّاهم أولاً من «مغبة قيام شرذمة من المتطرفين الصهاينة الذين لا يجيدون شيئاً سوى الإساءة إلى الشخصيات الإلهية والصالحين، بإشعال فتيل حرب دينية»، وثانياً من أن «يقوم وليدهم غير الشرعي في الكيان الإسرائيلي بانتحار عسكري، لأن صبر إيران له حدود» .
أما جليلي فقد وصف محادثاته «غير الرسمية» مع أشتون، في مؤتمر صحافي عقده في القنصلية الإيرانية في مدينة إسطنبول التركية، بأنها كانت «إيجابية»، معرباً عن الأمل بأن تسهم في «تفاهم أفضل بين الأطراف». وتابع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، قائلاً: «قيّمنا النقاط المشتركة وما يمكننا فعله من أجل مزيد من التعاون والاجتماعات في المستقبل»، مشيراً الى أن «على الدول الست تقييم نتيجة اجتماعنا في ما بينها... ننتظر وسنتواصل مجدداً بعد محادثات (أشتون) مع الدول الست» التي تضم كلاً من الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وفيما يتوقع أن تجتمع أشتون مع القوى الست «5+1» على هامش الاجتماعات الوزارية للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل في نيويورك، قال جليلي «لقد أجرينا مباحثات مثمرة مع السيدة أشتون مساء أمس (الثلاثاء). استعرضنا الملف منذ مباحثات موسكو (في حزيران) وتبادلنا وجهات النظر، وبحثنا في ما يمكننا القيام به».
ونقلت وكالة «مهر» الايرانية للأنباء عن جليلي قوله في إسطنبول «إن إيران أعلنت دوماً استعدادها للحوار بشأن برنامجها النووي»، مضيفاً أن هذه المحادثات مهّدت الأرضية لمواصلة المفاوضات في المستقبل.
واستغرق اللقاء بین جليلي وأشتون 40 دقیقة، ومن ثم شاركا في ضیافة طعام العشاء في مقر القنصلیة الایرانیة. ولم یدل الجانبان بتصریحات حول تفاصیل المحادثات بینهما.
في غضون ذلك، وصف النائب الاول للرئیس الإيراني محمد رضا رحیمي، معارضة الغرب لبرنامج إیران النووي بأنها «مجرد ذریعة»، مشدداً على أن «الغرب نهض لمعارضة الشعب الایراني بسبب التطور والنمو العلمي المتزاید لإیران». وأشار النائب الاول للرئیس محمود أحمدي نجاد إلی «تهدیدات ومزاعم الكیان الصهیوني بضرب إیران»، قائلاً إن «الكیان الصهیوني یطلق التهدیدات بالهجوم علی إیران في حین مني بهزیمة ساحقة أمام حزب الله».
(أ ف ب، إرنا، مهر)