قللت ايران، من تأثير الحظر النفطي الذي فرضته الدول الغربية عليها اعتباراً من أمس الأحد، مؤكدةً أن هذه العقوبات الرامية إلى حملها على الحد من برنامجها النووي لن يكون لها «أيّ تأثير» على اقتصادها. وشدد النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي أمس، على أن «الأعداء» يسعون من خلال العقوبات للحيلولة دون تقدم الشعب الايراني، لا كما يدعون أنها بسبب النووي الإيراني. وأكد أن «القوی السلطوية لن تحقق أهدافها ضد الشعب الإيراني من خلال فرض المزيد من الحظر».بدوره، أوضح وزیر النفط الإیراني رستم قاسمي أن بلاده علی استعداد تام لمواجهة الحظر الاوروبي على النفط، مشيراً إلى أنها اخذت بنظر الاعتبار كافة الخیارات المحتملة، وهناك استعدادات تامة لمواجهة الحظر. واعرب قاسمي عن ارتیاحه لاستمرار بیع النفط الإیراني في الأسواق العالمیة، وقال «إن ایران تواصل بیع نفطها في الاسواق العالمیة، وطهران كانت قد أوقفت بیع نفطها إلی عدد من الدول الاوروبیة قبل بدء هذا الحظر». وأشار إلى أن بلاده تبیع النفط إلی مشتريه الأوروبیین الذین لهم تعاملات نفطیة معها منذ أمد بعید، لافتاً إلى أنها تبیع النفط للكثیر من الدول النامیة.
وشدد قاسمي على أن الحظر النفطي المفروض ليس لديه أي تأثیر علی تطویر صناعة النفط الإیرانیة، وأضاف إن الحظر بدأ منذ سنوات طویلة ولا یصح أن نعتبر الحظر قد بدأ أمس فقط، مؤكداً أن النفط الإيراني له اسواقه. ودعا وزير النفط الايراني الدول التي تفرض الحظر النفطي على ايران إلی الحیلولة دون اقحام السیاسة في السوق النفطیة، باعتبار أن ذلك یلحق الضرر بالمدنیین والدول المستوردة قبل الآخرین.
وأضاف قاسمي: «إن الولایات المتحدة تعلم جیداً أن غیاب النفط الإیراني عن السوق من شأنه أن یؤدي إلی ارتفاع اسعاره، ومن هذا المنطلق قامت بشطب اسماء بعض الدول من قائمة الحظر النفطی ضد ایران». وأكد أن ایران ستتابع قرار فرض العقوبات غیر المنطقیة وغیر القانونیة ضدها في المنظمات الدولیة المعنیة.
من جهته، أوضح وزير الاقتصاد شمس الدين حسيني أن «إعلان دخول العقوبات حيز التطبيق يهدف فقط إلى خلق اجواء متوترة نفسياً لأنها ليست جديدة».
وفي السياق، قلل رئيس شركة النفط الوطنية احمد قالعة باني أيضاً من تأثير الحظر الاوروبي، مؤكداً أن حجم واردات النفط من قبل الدول الأوروبية بلغ المقدار الذي يمكن بسهولة إيجاد بديل جديد عنه بعد سياسة خفض حصة أوروبا من صادرات النفط الإيراني خلال الأشهر الأخيرة. وكشف قالباني عن أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يشتري «ما بين 200 الى 300 الف برميل يومياً» من النفط الخام الايراني رغم الحظر، مقابل 600 الف برميل نهاية 2011. وقال قلعة باني إن حذف ما بين 200 إلى 300 ألف برميل من صادرات النفط الإيراني البالغة مليوني برميل يومياً، ليس بالرقم المهم، مؤكداً علی إيجاد مستوردين جدد للنفط الإيراني المصدر إلى أوروبا خلال الشهر المقبل.
وفي اول موقف اوروبي، اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن العقوبات تظهر تصميم الاتحاد الاوروبي على «تكثيف الضغط الدبلوماسي» على ايران. وأضاف أن ايران اصبحت الآن «امام خيار، اما ان تواصل اخفاء المسائل الحاسمة وتخضع لعقوبات مشددة وعزلة دولية متزايدة، أو يمكنها أن تبدأ بالتعاون جدياً عبر بحث اجراءات تكون مستعدة لاتخاذها حول برنامجها النووي»، داعياً طهران إلى «العودة إلى طاولة المفاوضات عبر ابداء استعدادها لانجاح الدبلوماسية». وحذر من أنه إذا لم تغير ايران موقفها فإن «الضغط» على هذه الدولة «سيواصل تزايده».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)