لم يشهد اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع طهران في فيينا أي «تقدم»، حسبما أوضح مفتشو الوكالة التي اختتمت اجتماعات مجلس محافظيها في فيينا أمس، فيما أوفد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مستشاره لشؤون الأمن القومي يعقوب عميدرور، للقاء الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند، ومطالبته باتخاذ موقف حازم ضد إيران خلال جولة المحادثات التي ستعقد بين الأخيرة والدول الكبرى في موسكو في 18 و19 حزيران الحالي. وقال كبير المفتشين الدوليين لدى وكالة الطاقة، هيرمان ناكيرتس، بعد اجتماع عقد يوم امس بينه وبين مندوب ايران لدى الوكالة علي أصغر سلطانية، في مقر الوكالة في فيينا، إنه لم يتم تحديد موعد جديد لمحادثات اضافية حول الأزمة النووية المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني، في اشارة الى بعض المسائل العالقة واهمها زيارة موقع بارشين العسكري، الذي تشتبه الوكالة في إجراء ابحاث على صلة بتجارب أسلحة نووية داخله.
في غضون ذلك، أفادت صحيفة «فايننشال تايمز»، أمس، بأن مسؤولين رفيعي المستوى في الاتحاد الأوروبي أعربوا عن قلقهم من الانهيار الوشيك للحوار الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، وسط دلائل على أن طهران تستعد لإفشال الجولة المقبلة من المحادثات الرئيسية. وقالت الصحيفة إن كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي، سيلتقي دبلوماسيين رفيعي المستوى من الاتحاد الأوروبي والقوى الست الكبرى في موسكو يوم 18 حزيران الجاري، في الجولة الثالثة من المحادثات بينهما خلال أقل من شهرين سعياً وراء ابرام اتفاق بشأن برنامج بلاده النووي. واضافت أن جليلي بادر إلى اتهام مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، والمشارِكة في جولة المحادثات المقبلة، بـ«التردد في التحضير لاجتماع موسكو ورفض عقد اجتماعات تمهيدية للخبراء لوضع جدول أعمال لمحادثات موسكو، وخلق جو من الشك والغموض لإنجاحها».
وذكرت الصحيفة أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي أقرّوا بأن العلاقات مع ايران قبل اجتماع موسكو «أخذت منعطفاً نحو الأسوأ»، عقب التراشق الكلامي بين جليلي وآشتون. ونسبت إلى دبلوماسي غربي قوله «إن القيادة الإيرانية قد تكون تخطط لإفشال جولة موسكو من خلال اتهام الاتحاد الأوروبي بعدم بذل جهود كافية لإنجاحها، أو أنها تمارس التكتيك المعتاد والذي سيعني في نهاية المطاف القليل».
وقالت «فايننشال تايمز» إن فشل المحادثات الدبلوماسية في موسكو سيثير لا محالة المخاوف من احتمال أن تمضي اسرائيل قدماً في ضرب المنشآت النووية الايرانية هذا العام، بعد أن نُظر إليها وعلى نطاق واسع على أنها الفرصة الأخيرة.
في هذا السياق، قالت وسائل إعلام إسرائيلية أمس ان عميدرور التقى بصورة استثنائية مع هولاند الأربعاء الماضي، وسلمه رسالة من نتنياهو تتعلق بالموضوع النووي الإيراني. ونقلت صحيفة «معاريف» عن دبلوماسي أوروبي مطلع على مضمون اللقاء بين هولاند والمبعوثين الإسرائيليين، قوله إن «إسرائيل شددت على استمرار التعامل بحزم في ما يتعلق بالمفاوضات مع الإيرانيين من أجل أن تتعامل إيران مع المقترحات المطروحة على الطاولة».
وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة إن إسرائيل تخشى أن يكون هولاند أقل حزماً بكل ما يتعلق بإيران من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، وأن تكون مواقف الرئيس الجديد اقرب من مواقف الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ووفقا للصحيفة فإن مسؤولاً رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قال لشخصية مقربة من نتنياهو، أخيراً، إن «إسرائيل فقدت صديقاً هاماً في القضية الإيرانية بعد تنحي ساركوزي». وقال المسؤولون الإسرائيليون للصحيفة إن «إيفاد عميدرور إلى باريس غايته محاولة استشراف صحة هذه التخوفات وتبديدها».
(رويترز، يو بي آي)