تعهدت الهند وفرنسا بإبرام صفقة بيع 126 طائرة من نوع رافال للهند بنحو سريع بناءً على عقد عملاق سمّته الصحافة «عقد العصر»، جرى التفاوض عليه منذ كانون الثاني 2012. ويقضي العقد بأن تشتري الهند 126 طائرة رافال، تُصنع 18 منها في فرنسا و108 في الهند بموجب ترخيص لمجموعة «هندوستان ايرونوتيكس ليميتد»، التي تملك بموجب هذا الترخيص «التكنولوجيا كاملة وحقّ التصدير»، بحسب وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان.
وقد التقى وزير الدفاع الفرنسي، أمس، للمرة الأولى نظيره الهندي الجديد مانوهار باريكار، أثناء زيارة يقوم بها للهند لمدة يومين، وتعهد الوزير بإبرام العقد سريعاً بعد إرجائه ثلاث مرات. وبحسب متحدث باسم وزارة الدفاع الهندية، فقد «تمّ بحث جميع المواضيع، بما فيها موضوع رافال، وتقرر تسوية أي خلافات بشكل سريع».
وهذه السرعة في السعي إلى إتمام الصفقة الفرنسية – الهندية تأتي بمثابة ردّ على ادّعاءات ساقتها مصادر قريبة لروسيا، تفيد بأن الهند قد تعزف عن شراء الطائرات الفرنسية بعد إحجام فرنسا عن تنفيذ صفقة بيع حاملتي طائرات "ميسترال" لروسيا.
وقد صرّح وزير الدفاع الفرنسي لصحيفة بايونير الهندية بأنّ «الحكومتين تتشاطران الإرادة ذاتها لاتمام الصفقة، وهذا بالتأكيد أمر أساسي»، مؤكداً أنه «كلما تم الإسراع في إنجاز العقد وتوقيعه، تمكنت الطائرات من الخروج بشكل أسرع من مواقع الإنتاج في الهند». ويستدعي هذا العقد المقدرة قيمته بحوالى 12 مليار دولار تبادلاً متقدماً للتقنيات والتكنولوجيا. وأوضح الوزير الفرنسي، أيضاً، أن كل عقود الدفاع التي يجري التفاوض في شأنها بين فرنسا والهند ستساهم في تطوير برنامج «التصنيع في الهند في مجال الدفاع». وهذا البرنامج أطلقه رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي بهدف اجتذاب المستثمرين الصناعيين الأجانب الى الهند.
وبالنسبة إلى فرنسا، فإن قانونها للتخطيط العسكري ينص على شراء 26 طائرة رافال بين عام 2014 وعام 2016، لذا فهي تسعى إلى زيادة صادراتها حتى عام 2017 من أجل الحفاظ على وتيرة الانتاج في معامل "داسو". وقد صنع من طائرة رافال 290 نسخة كلّها مخصصة للقوات الجوية الفرنسية، ولم تتمكن فرنسا، رغم محاولاتها الحثيثة، من تسويق هذه الطائرة المتقدمة (دخلت الخدمة عام 2001) لدى أيّ من الزبائن المحتملين وبيع أي نسخات منها خارج فرنسا، وبالتالي فإن الهند هي أول دولة أجنبية تعقد صفقة لشراء هذه الطائرات.

(أ ف ب)