بعد موجات من الكرّ والفرّ وأشهر من التوتّر، أعلنت جورجيا، نيابة عن الولايات المتحدة، الحرب على أوسيتيا الجنوبية، المدعومة من روسيا. ورغم أن الأوساط الدولية لم تُدخل الأمر في إطار الحرب حتى الآن، إلا أن معطيات الساعات القليلة الماضية والردّ الروسي يوحيان بأن القوقاز على شفير حرب، قد تخرج عن حدوده، ولا سيما أن استمرارها قد يستجلب تدخلاً «أطلسيّاً»
بُعيد ساعات من إعلان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي التزامه هدنة في أوسيتيا الجنوبية، لم تتورّع تبليسي عن شنّ هجومٍ عسكريٍ على الجمهورية الانفصالية الجورجية الموالية لموسكو، التي ردّت بعمليات عسكرية وإرسال «متطوعين» وغارات جويّة لامست العاصمة الجورجيّة. وسارع الرئيس الجورجي إلى رمي التهم بعيداً عنه، ليوجهها إلى روسيا قائلاً إنها شنّت «عملية عسكرية واسعة النطاق» على بلاده، بعدما ادعت تبليسي أن ثلاث طائرات روسية نفاثة دخلت أجواء جورجيا وقصفت بالقنابل بلدتين، الأمر الذي نفته روسيا.
وقال ساكاشفيلي، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية، إن «العالم أجمع سيواجه مشاكل إذا لم تعاقب روسيا على هجومها العسكري على جورجيا»، وذلك بعدما كانت الأخبار تتوالى عن دخول رتل عسكري روسي إلى أوسيتيا الجنوبية. وأوضح أن «تبليسي تتعرض لهجوم، والدبابات الروسية آتية»، مقارناً دخول الدبابات الروسية إلى جورجيا بدخول القوات السوفياتية إلى أفغانستان عام 1979. إلّا أنه أكد أن «هذا النزاع لا علاقة له بمنطقة انفصالية داخل جورجيا، بل بالتقارب بين تبليسي والغرب».
وذكر ساكاشفيلي، الموالي للغرب، أن القوات الجورجية «حررت الجزء الأكبر» من عاصمة إقليم أوسيتيا الجنوبي الانفصالي، تسخينفالي، حيث بدأ القتال بين القوات الجورجية والانفصاليين. وأضاف: «عبأنا آلافاً من قوات الاحتياط. أطلب منكم ألاّ تخشوا الهجمات».
إلاّ أن ذلك لم يستمر طويلاً، إذ قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية، تشوتا أوتياشفيلي، إن قوات بلاده «فقدت السيطرة على جزء» من تسخينفالي، بعدما كان أعلن وقوعها بالكامل في قبضة القوات الجورجية. وأضاف أن مئات السكان المدنيين قتلوا في تسخينفالي خلال الهجوم الجورجي.
في المقابل، اعتمد الرد الروسي على التصريحات الإعلامية، قبل أن يحشد عدداً من أسلحته الثقيلة في أوسيتيا الجنوبية، ويدمر عدداً من المواقع الجورجية. وأعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن «الأعمال العدوانية التي تقوم بها جورجيا في إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي ستقابل برد من موسكو». وقال، من بكين، إن «القيادة الجورجية لجأت إلى أعمال عدوانية للغاية في أوسيتيا الجنوبية. في الواقع، هي بدأت الحرب مستخدمة أسلحة ثقيلة ومدفعية». وأضاف: «هناك إصابات حتى بين قوات حفظ السلام الروسية. هذا محزن جداً وسيتطلب رداً».
وأوضح بوتين أنه ناقش الوضع مع الرئيس الأميركي جورج بوش وكبار المسؤولين الصينيين الذين وافقوا على أنه يجب تجنّب نشوب حرب شاملة في المنطقة. وأضاف، موجهاً كلامه إلى بوش، أن «متطوعين روساً مستعدون للذهاب والقتال في أوسيتيا الجنوبية، وسيكون منعهم صعباً».
وبعد دعوته لاجتماع لمجلس الأمن الروسي لمناقشة الوضع في إقليم أوسيتيا، حذر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من أن «روسيا لن تدع مقتل مواطنيها في أوسيتيا الجنوبية يمر من دون عقاب»، مؤكداً أنها «ستدافع عن الرعايا الروس حيثما وجدوا».
وذكر تلفزيون «روسيا اليوم» الرسمي الناطق باللغة العربية أن ميدفيديف قال في اجتماع مجلس الأمن: «إنني بصفتي رئيساً، ملزم بحماية أرواح مواطنينا وكرامتهم أينما كان مكان وجودهم».
وفي سياق ردود الفعل، دعت الولايات المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار في أوسيتيا الجنوبية، وقررت إرسال موفد إلى المنطقة للمشاركة في جهود الوساطة الدولية، بحسب المتحدث باسم الخارجية الأميركية غونزالو غاليغوس.
ميدانياً، قال رئيس الجمهورية الانفصالية، إدوارد كوكويتي، إن «المعارك تدور منذ صباح أمس في ضواحي تسخينفالي، التي لا تزال في أيدي قواتنا». وأضاف: «نسيطر تماماً على عاصمتنا والمعارك تجري في ضاحية تسخينفالي». إلّا أن قائد قوات حفظ السلام الروسية الجنرال مارات كوباحمدوف، أعلن أن تسخينفالي «دمرت بالكامل تقريباً» جراء القصف الجورجي.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية «أر. آي. إيه»، عن نائب قائد القوات البرية إيغور كوناشينكوف قوله إن وحدات من القوات الروسية تقترب من تسخينفالي. فيما قال المسؤول الأمني الجورجي، كاخا لامايا، إن «معدات عسكرية ثقيلة وسيارات مصفحة تدخل إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي من طريق نفق روكي آتية من روسيا».
كذلك أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية، تشوتا أوتياشفيلي، قصف الطيران الحربي الروسي قاعدة فازياني العسكرية الجورجية قرب تبليسي، مضيفاً: «لم ترصد استخباراتنا أي وحدات روسية عادية، لكنها رصدت تحرك معدات ثقيلة وسيارات عسكرية مصفحة عبر النفق».
وكان أوتياشفيلي قد أعلن أن «القوات الجوية الجورجية أسقطت طائرتين حربيتين روسيتين». وكانت قيادة قوات حفظ السلام الروسية في أوسيتيا الجنوبية قد أعلنت أن عشرة جنود من حفظ السلام الروس قتلوا وجرحوا بعدما قصفت جورجيا مقرهم في تشكينفالي، ما أدى إلى تدمير عدد من الثكنات.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)


أوسيتيا الجنوبية

أوسيتيا الجنوبيّة إقليم انفصالي يقع شمال جورجيا على الحدود مع روسيا. هي جمهورية أعلنت استقلالها عام 1990 من دون أن تعترف بها أيّ دولة حتّى روسيا، رغم أنها تقيم مع حكّامها علاقات سياسية واقتصادية متينة.
مساحتها 3900 كيلومتر مربع وعاصمتها تسخينفالي ورئيسها هو إدوار كوكويتي. عدد سكّانها يقارب 80 ألف نسمة. منحها الاتحاد السوفياتي منذ عام 1922 وضعيّة حكم ذاتي قبل أن يقرّر حكّام جورجيا المستقلّة عام 1991 إلغاء هذه الوضعيّة.
اشتُهرت منذ بدأ التجاذب الأميركي ـــــ الروسي من خلال جورجيا و«طعم» الأقاليم الانفصالية؛ فأوسيتيا أعلنت في بداية التسعينيات نيتها البقاء تحت النفوذ الروسي، الأمر الذي عارضته جورجيا.
الإقليم يعيش داخلياً حالة أشبه بالاستقلال إذ خلت أراضيه من الجيش الجورجي حتّى عام 2007.
نُظِّم استفتاءان شعبيّان رفضتهما تبليسي و«المجتمع الدولي» ورحّبت بهما موسكو عامي 1992 و2006، نال فيهما خيار الاستقلال تأييداً كاسحاً.







اختبار قوّة

يمثّل الصراع بين روسيا وجورجيا اختباراً جديّاً للصعود الروسي على الخريطة العالمية، الذي بدأ في عهد فلاديمير بوتين، ومن المفترض أنه مستمرّ في ظل خلفه ديمتري ميدفيديف.
فبعد سلسلة من المواقف النارية لروسيا من الأزمات في محيطها، التي تستهدفها خصوصاً، بدءاً من قضية الدرع الصاروخيّة مروراً باستقلال إقليم كوسوفو، وصولاً إلى مسألة ضم أوكرانيا وجورجيا إلى نادي حلف شمالي الأطلسي، ربما حان وقت قرن الأقوال بالأفعال.
روسيا اليوم أمام اختبار، قد يكون وجودياً لها على الساحة الدولية، وعدم الردّ على الاستفزاز الجورجي سيعني فقدانها السطوة السياسيّة والعسكرية، وستجعل مواقفها هامشية في المرحلة اللاحقة. موسكو اليوم محكومة برد يؤكّد ريادتها العالمية، حتى وإن كانت لا ترغب في حرب موسّعة.
(الأخبار)


أبخازيا تهدّد بـ«جبهة ثانية»

برلين ــ غسان أبو حمد
طالب وزير خارجية إقليم أبخازيا الجورجي الانفصالي، سيرجي جامبا، أمس، الحكومة الروسية بالتدخل في إقليم أوسيتيا، واتّخاذ خطوات حاسمة وصارمة لوقف تدهور الأوضاع، مهدّداً بفتح جبهة عسكرية ثانية ضدّ القوات الجورجية ومباشرة الهجوم العسكري انطلاقاً من إقليمه.
وقال جامبا، في حديث خاص لوكالة أنباء «شبيغل أونلاين»، «إنّنا نرتبط بميثاق عمل وعهد مع أوسيتيا يتناول كيفية التصرّف عسكرياً خلال الأوضاع المتأزّمة. وفي حال عدم تراجع جورجيا، سنتصرف عسكرياً».
وكشف جامبا عن أنّ حكومته بدأت تحريك جيشها «نحو جورجيا».
وردّاً على سؤال عن كيفية التحرك الأبخازي المرتقب عسكرياً، ومدى الاستعدادات لفتح «جبهة ثانية»، ربط جامبا هذه الخطوة بمدى تطوّر الأوضاع وتدهورها في أوسيتيا، بما أنّ جورجيا «تضعنا في حساباتها مباشرة بعد أوسيتيا».
كذلك ربط التدهور الميداني السريع في الإقليم الانفصالي باعتراف دول العالم باستقلال كوسوفو، لأن تبليسي «شعرت بالفقدان التدريجي لمحيطها في أوسيتيا وأبخازيا».
وعن توقعاته من التحرّك الروسي، بدا وزير الخارجية الأبخازي غير راضٍ تماماً، إذ «كنا نتوقع تحركاً روسياً قوياً لا بيانات إدانة من جانبها فقط». كما رأى جامبا أنّ تبليسي «استفادت من الاهتمام الدولي بافتتاح دورة الألعاب الأولمبية في الصين للقيام بخطوتها العسكرية».
وعن استعداد إقليمه لاستقبال متطوعين من شمال القوقاز للقتال إلى جانب أوسيتيا، لفت جامبا إلى أنّه في حال التدهور العسكري «سنضطر إلى فتح جبهة عسكرية ثانية، وسنستقبل المتطوعين»، متوقّعاً أن يكون عدد الذين سيقاتلون إلى جانب الأبخاز، إذا اندلعت المعارك هناك، مماثلاً لعدد الذين يتوافدون حالياً لمساندة أوسيتيا.
وعن العلاقة التي تجمع حكومة إقليمه بموسكو، أوضح جامبا أنّ روسيا «تسهّل علاقاتنا وأمورنا كي تبقينا سوقاً تجارياً لجذب السياح الروس ودرعاً لحمايتها»، مطالباً مرة جديدة بإعطاء المواطنين الأبخاز «جنسية مزدوجة أبخازية وروسية كي نتمكن من السفر والتحرك خارج الأراضي الروسية، من دون التخلي عن جواز السفر الأبخازي».
وعن مخاوف أبخازيا من «استغلالها» من جانب روسيا، لفت إلى انّ «الاستغلال هو السمة الغالبة في هذا العالم»، متسائلاً «ألا يجري حالياً استغلال جورجيا من الولايات المتحدة؟ كذلك استفادت أبخازيا وجورجيا من صراعات الدول الكبرى. إنه «استغلال متبادل».


أبخازيا

يتشابه وضعها مع شقيقتها أوسيتيا الجنوبيّة. «جمهورية» جورجيّة انفصاليّة، موالية لموسكو، ولا تحظى باعتراف دولي وتعيش من وقت لآخر عنفاً مسلّحاً بين قوّاتها التابعة لقيادتها السياسية الانفصاليّة، والجيش الجورجي.
مساحتها 8600 كيلومتر مربع يعيش فيها 216 ألف نسمة، عاصمتها سوخومي ورئيسها سيرغي باغابش ولغتاها الرسميتان الأبخازية والروسية وعملتها الروبل الروسي.
استقلالها الذي أعلنته حكومتها الانفصالية في 1992 لا تعترف به أيّ دولة. تشكّل الجزء المطلّ على البحر الأسود من جورجيا، وتحدّ الأراضي الروسية، ما يعطي الإقليم قيمة كبيرة من ناحية السياحة البحرية والجبلية. غالبية شعبها تتألف من القومية الأبخازية والجورجية، وأقليات أرمنية ويونانية وروسية.
عانى مواطنوها إبادات جماعية عامي 1992 و1993 تلاها إرسال الأمم المتحدة «قوات حفظ سلام» غالبيّتها الساحقة مؤلّفة من جنود روس.
83 في المئة من أراضي الإقليم يحكمها الانفصاليّون، بينما الـ17 في المئة الباقية من أرضه تحكمه «حكومة الإقليم الأبخازي المحكوم ذاتياً» الموالية لتبليسي.
في 18 تشرين الأول 2006، طلب البرلمان الأبخازي من روسيا والمجتمع الدولي الاعتراف باستقلال أبخازيا، وهو ما رفضته الأمم المتحدة.


ما قل ودل

طالبت جورجيا المنخرطة في عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على أوسيتيا الجنوبية، منطقة أبخازيا أمس بعدم التدخل في الصراع.
وقال وزير إعادة الاندماج الجورجي تيمور ياكوباشفيلي، لوكالة «أنترفاكس»، «نأمل ألا يتخذ الانفصاليون الأبخاز أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع»، مضيفاً «نعوّل على ألا يزيد الأبخاز مشكلات المنطقة بما قد يأسف له الجميع».


الخطوط الحمر الروسيّة

ربى ابو عمو
بدأت الحرب أو لم تبدأ، فإن جورجيا وروسيا على شفير زعزعة استقرار منطقة القوقاز مجدداً. فبعد ساعات فقط من إعلان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بدء هدنة في هذه المنطقة، سارع إلى خرقها من خلال قيام القوات المسلحة الجورجية بشن هجوم كثيف على تسخنفالي، عاصمة أوسيتيا الجنوبية. تناقض يتزامن مع وجود ضدّين، هما رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي جورج بوش في مكان واحد، في بكين، لحضور حفل افتتاح الألعاب الأولمبية.
لم يكن يهم بوتين الرد على ساكاشفيلي بصورة مباشرة. بل انصبّ تركيزه، بعد عناق الرئيس الأميركي، على إفهامه أن روسيا لا يمكنها أن تسكت، وهي تملك القدرة الكافية للرد، إضافة إلى رغبة الكثيرين من الروس في التجنيد. إلاّ أن «موسكو أذكى من أن ترد، وتحقق الرغبة الأميركية في إدخالها في نزاعات مع الأقليات، وإلهائها عن نفسها كقوة عظمى مستجدة، وهو الأمر الذي يقلق دولة العم سام»، بحسب مصدر مقرّب من السلطة في روسيا تحدث إلى «الأخبار».
إذاً يمكن القول إن الكلام عن شفير الحرب الذي بدأ يدور على ألسنة المحللين السياسيين ليس إلاّ حلقة جديدة من التجاذب الأميركي ــــ الروسي. ويرى المصدر نفسه أن هذا الهجوم الجورجي ليس إلا «شدّ حبال» أميركي نحو روسيا، لتدرس من خلاله كيفية التصرف الروسي، وطريقة موسكو في التعاطي مع هذه الملفات المتشابكة، وبالتالي استطلاع استراتيجيتها الخارجية، إضافة إلى مدى قدرتها العسكرية. رغم أن الاستخبارات الأميركية على علم، بطبيعة الحال، بأن القدرة العسكرية الروسية اليوم تفوق ما كانت عليه في عهد الاتحاد السوفياتي السابق بأشواط.
ويشير المصدر إلى أن التطوّر الأخير «يأتي ضمن سياق ما يحدث في المنطقة ككل. فسوتشي، المدينة الروسية الجنوبية الواقعة على ضفاف البحر الأسود، كانت قد تعرضت منذ أيام لانفجار أدى إلى مقتل شخصين وجرح آخرين. هذا عدا عن مطالبة أوكرانيا بفصل الكنيسة الأوكرانية عن الكنيسة الروسية، لا على خلفية دينية، بل هي اليد الأميركية التي تسعى إلى عملية الفصل، تمهيداً للعزل السياسي الكامل عن روسيا، والوصول إلى لغة أوكرانية، والتخلي بذلك عن السلافية، لتصبح كييف مؤهّلة للدخول في حلف شمالي الأطلسي، بحسب المعيار الأميركي، الأمر الذي تعدّه موسكو خطاً أحمر. فهي مستعدة لأي تسويات مع أوكرانيا، بما فيها تقاسم أسطول البحر الأسود، إلّا دخول الحقيبة الأميركية».
ويشير المصدر إلى أن «روسيا تلعب في وجه الأميركيين بإدراك متقن لتكتيكاتهم التقليدية. لذا، فهي لن ترد بحربٍ هذه المرة أيضاً، رغم التهويل الإعلامي»، اللهم إلاّ إذا تحول الكلام عن شفير الحرب إلى حرب حقيقية.


مواقف

أوروبا «قلقة»

دعت المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، إلى وقف فوري للمواجهات في أوسيتيا الجنوبية. وقالت متحدثة باسم سولانا: «نحن قلقون بشدة حيال التطور المأساوي للأحداث». وأضافت: «نجدّد النداء الذي وجهه خافيير سولانا، وندعو الأطراف إلى وقف أعمال العنف فوراً».
من جهته، قال متحدث باسم المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر إن «المفوضية الأوروبية قلقة جداً للأنباء عن معارك خطيرة في منطقة النزاع في أوسيتيا الجنوبية»، و«تدعو إلى وقف فوري للأعمال الحربية واستئناف سريع للمفاوضات».

باريس مع «سيادة جورجيا»

دعت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، «جميع الأطراف إلى الوقف الفوري للأعمال الحربية، ومعاودة المفاوضات من دون تأخير»، مجددة «تمسكها بسيادة جورجيا وسلامة أراضيها بحدودها المعترف بها دولياً».

لندن إلى «الحوار»

أبدت بريطانيا قلقها من تطورات الأوضاع في جورجيا في أعقاب الاشتباكات العنيفة بين القوات الجورجية والانفصاليين في جمهورية أوسيتيا الجنوبية. وحثت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، جميع الأطراف المعنية على وقف القتال واستئناف الحوار المباشر. وقالت إنها «تنصح البريطانيين في الوقت الراهن بتجنب السفر إلى جورجيا».

«النزاع مدمّر»

دعا رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الفنلندي ألكسندر شتوب، إلى وقف فوري للمعارك الجارية في أوسيتيا الجنوبية، فيما أعلنت المنظمة عقد اجتماع طارئ لمجلسها الدائم لبحث التطورات في منطقة النزاع.
وقال شتوب، في بيان، إن «المعارك العنيفة في منطقة النزاع في أوسيتيا الجنوبية تهدد بأن تتحول إلى حرب بكل معنى الكلمة. الحرب سيكون لها تأثير مدمر على كل منطقة القوقاز».
(أ ف ب)