واشنطن ـ محمد سعيدرمت شبكة التلفزيون الأميركية «سي بي إس» شائعة من العيار الثقيل، عمل جميع المعنيين بها إلى تكذيبها؛ فقد أكّدت الشبكة الأميركية أول من أمس، مقتل الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري أو إصابته بجروح خطرة في غارة جوية أميركية على منطقة وزيرستان الحدوديّة يوم 28 تموز الماضي.
وكانت «سي بي إس» قد ذكرت أنّها رصدت رسالة الكترونيّة كتبها القيادي في حركة «طالبان ـــــ باكستان» بيعة الله محسود يطلب فيها بشكل عاجل إرسال طبيب لعلاج الظواهري الذي «يتألّم كثيراً» و«جروحه ملتهبة»، بحسب نصّ الرسالة.
وأشار التلفزيون الأميركي الى أنّ تاريخ الرسالة هو 29 تموز الماضي، أي بعد يوم واحد من شنّ المقاتلات الأميركية غاراتها على وزيرستان، حيث قُتل فيها «القائد العسكري» أبو عبد الله الشامي. ونُشرت الأسبوع الماضي تقارير عن احتمال أن تكون الغارة نفسها قد أودت أيضاً بحياة خبير تصنيع القنابل والسموم في «القاعدة» أبو خطاب المصري الذي كان قد أعلن مقتله عام 2006.
وسارعت كل من أجهزة الاستخبارات الأميركية والسلطات الباكستانيّة وتنظيم «طالبان» باكستان الى نفي أو عدم تأكيد صحّة التقرير. ونقلت محطّة «سي أن أن» عن مسؤول في مكتب رئيس مجلس الاستخبارات القومي مايك ماكونيل أنّه «لا شواهد تؤكد تلك المزاعم أو أسباب تدعو للاعتقاد بصحتها».
كذلك نفى مسؤولان بارزان في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) علمهما بأي تقارير موثوق بها في هذا الشأن.
وفيما قال سفير باكستان لدى الولايات المتحدة حسن حقاني إن حكومته ليس في إمكانها تأكيد أو نفي خبر وفاة الظواهري، جاء كلام المسؤولين الاستخباريين الباكستانيين مشابهاً من ناحية عدم نفي الخبر ولا تأكيده. وقد صرّح مسؤول استخباري باكستاني بأنه سمع بشائعات من هذا النوع قبل أيام، مضيفاً «حققنا في الامر لكننا لم نتمكن من الحصول على أي تأكيد».
بدورها، نفت حركة «طالبان ـــــ باكستان» الخبر، إذ وصف المتحدث باسمها المولوي محمد عمر لوسائل إعلام محلية هذه الأنباء بأنها «غير صحيحة على الإطلاق». وجزم عمر بأنّ «بيعة الله لم يكتب رسالة الى أحد ولم نطلب أي مساعدة».