نيويورك ــ نزار عبودلا يزال استقلال كوسوفو، المعلن منذ 17 شباط الماضي، متعثّراً في ظل الانقسام الدولي بشأن دور بعثة الأمم المتحدة المنظمة في إطار القرار 1244«يونميك»، ومعارضة روسيا لأي دور أوروبي أو لانضمامها إلى المنظمة الدولية.
الاستقلال عن صربيا عارضته روسيا والصين ودعمته بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة التي سعت إلى توسيع قاعدة الاعتراف تمهيداً لإلحاقه بالاتحاد الأوروبي وحلف شمالي الأطلسي. إلا أن ذلك يتضارب مع الوضع الدولي للإقليم بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1244 الذي منح البعثة الدولية في كوسوفو دور الإدارة المؤقتة.
هذه البعثة تتعرّض لتحديات جوهرية بسبب الإجراءات التي اتخذتها بريشتينا وصرب كوسوفو على السواء. بريشتينا اعتمدت التدابير اللازمة كي تتسلّم زمام الأمور الفعلية، واتخذت دستوراً في «9 نيسان» لا يحدّد أي دور حقيقي للبعثة، وسمح الدستور لقوة أوروبية «يولكس» بضبط الأوضاع الأمنية. أما صرب كوسوفو فنفّذوا عصياناً مدنياً، وأنشأوا بلديات موازية للبلديات الألبانية، ما أدى إلى تصاعد التوتر بين الجاليتين.
ويقول الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في تقريره الأخير، إن «صرب كوسوفو رفضوا الدستور، وقاطعوا مؤسسات كوسوفو وبسطوا هياكلهم الموازية بمساعدة بلغراد». في المقابل، أدّت سيطرة التيار الصربي المعتدل على الحكم في بلغراد بزعامة بوريس تاديتش، إلى التراجع عن بعض المواقف المتصلّبة، طمعاً بعضوية الاتحاد الأوروبي. وكان إلقاء القبض على الزعيم الصربي السابق رادوفان كاراديتش إشارة إلى عزم بلغراد على التخلّي عن صرب كوسوفو.
وفي هذا المجال، يقول وزير خارجية صربيا، فوك يريميتش، إنّ «كوسوفو وبلاده ستصبحان معاً في الاتحاد الأوروبي، وهذا ما يجعل الحدود عديمة القيمة. لكنّه كان يفضّل أن يتجه الطرفان معا إلى الاتحاد تحت إطار موحّد».
وتفضّل الدول الغربية إعادة صياغة دور بعثة الأمم المتحدة بما يناسب النظام الجديد وتعديل القرار 1244. وهذا ما ترفضه موسكو، التي تتمسك بدعم الحوار بين الجانبين. ويقول نائب المندوب الروسي قسطنطين دولغوف، في حديث إلى «الأخبار»، «إننا نرى أن القرار 1244 هو الذي يحكم الوضع في كوسوفو، وأي تغيير في مهمة البعثة سيكون مخالفاً لميثاق الأمم المتحدة».
الموقف الصيني من القضية يبدو أكثر تفهّماً، ويرى مندوب الصين الدائم وانيغيا وانغ أنه يجب تغيير دور «يونميك» بما يتوافق مع المتغيّرات الحاصلة، ولكن «يجب المحافظة أيضاً على روح القرار 1244». أما المندوب الأميركي زلماي خليل زاد، فأكّد أن بلاده تشجع الدول الأعضاء على الاعتراف بكوسوفو.