باول وأولبرايت وكريستوفر وبيكر وكيسنجر مع محاورة إيران... وسورياوسط المواقف الغربية المحذّرة لطهران من عقوبات جديدة، بدا رد الفعل الايراني على التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذريّة شبيهاً بما سبقه، لولا التصريح «العسكري»، الذي أعلن أن أمن الخليج من مسؤولية الحرس الثوري الإسلامي
أعلن القائد السابق لحرس الثورة الاسلامية الايرانية، الجنرال يحيى رحيم صفوي، أن قوات النخبة هذه كلّفت الدفاع عن الخليج في مواجهة أي غزو، فيما قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الايراني، علاء الدين بروجردي، إن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ألاّ تتوقع من بلاده الإجابة على كل «المزاعم» التي أثارها تقريرها.
وقال صفوي، مستشار المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لشؤون القوات المسلحة، إن «مسؤولية الدفاع عن الخليج الفارسي عهد بها الى القوات البحريّة لحرس الثورة».
وأضاف صفوي «تبعاً للقرارات الأخيرة، فان أمن بحري عمان وقزوين عهد به الى جيش الجمهورية الإسلامية».
وكرّر صفوي التأكيد أن القوات المسلحة الايرانية «قادرة بصواريخها وبحريتها وغواصاتها.. على السيطرة على مضيق هرمز»، الذي يعبر منه 40 في المئة من الصادرات النفطية العالمية.
من جهة ثانية، أعلن بروجردي أن «طهران ترفض أن تكون بوابّة مفتوحة أمام وكالة الطاقة و(مديرها العام محمد) البرادعي، اللذين يتوقّعان منا أن نجيب على كل ادّعاء»، داعياً إلى تعريف القضايا في إطار رزمتي المقترحات المتبادلتين، ومواصلة العلاقات مع الطرف المقابل ضمن هذه الدائرة.
وقال بروجردي، على هامش الجلسة العلنية للبرلمان، «إن إيران تعارض الخوض يومياً في كل لعبة تفتعلها أميركا وتتوقع منها الإجابة على مزاعمها الكاذبةفي المقابل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية، شون كورماك، أن «المديرين السياسيين في وزارات الخارجية في الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا سيجتمعون الجمعة في واشنطن» لمناقشة السبل الجديدة لإقناع إيران بالتخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم بعد صدور تقرير عن وكالة الطاقة تحدث عن عدم إحراز تقدم بشأن «الدراسات المزعومة» لصناعة قنبلة ذرية في إيران.
وفي فيينا، قال مندوب الولايات المتحدة لدى وكالة الطاقة، غريغوري شولت، عقب تقديم التقرير الأخير للوكالة أمس، إن «التقرير أظهر أن إيران تعمل على تصنيع صواريخ شهاب3 القادرة على حمل رؤوس نووية». لكن مندوب إيران، علي أصغر سلطانية، نفى هذا الأمر.
وكان مصدر دبلوماسي ألماني قد أعلن أن وزير الخارجيّة، فرانك فالتر شتاينماير، أبدى خلال لقائه نظيره الايراني منوشهر متكي في برلين أول من أمس، «خيبة أمل لعدم تعاون طهران الكافي» في ملفّها النووي.
وقال المصدر إن الوزير الألماني أبلغ متكي أنه «يتعيّن على إيران أن تقلع عن كسب الوقت وأن تقوم بكل ما يلزم من أجل إعادة بناء الثقة المفقودة في برنامجها النووي».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إيريك شوفالييه، «لا خيار أمامنا سوى العمل خلال الأيام والأسابيع المقبلة على قرار جديد بفرض عقوبات في مجلس الأمن»، واصفاً تقرير وكالة الطاقة الأخير بأنه «مقلق للغاية».
ومن ناحيته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، جيانج يو، «نأمل أن تستمر إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في التعاون لحل قضايا لم تتم تسويتها في أقرب وقت ممكن»، مضيفاً ان «التوترات ليست الوسيلة لحل هذه المشاكل».
وقال مسؤول رفيع المستوى من الأمم المتحدة إن أمام إيران نحو عامين على الأقل على ما يبدو حتى تحصل على يورانيوم مخصّب صالح لإنتاج قنبلة ذرية.
وفي السياق، كشف رئيس غرفة التجارة والصناعة الايرانية، محمد نهاونديان، أن العقوبات الدولية المفروضة على طهران أدّت الى ارتفاع كبير في كلفة الواردات في الاقتصاد الإيراني.
في سياق آخر، دعا وزراء خارجية أميركيون سابقون الرئيس الأميركي المقبل الى التعاون بشكل وثيق مع الدول الحليفة الرئيسية وفتح قنوات الحوار مع إيران وتجنب القطيعة مع روسيا والصين.
وكشف كل من كولن باول ومادلين أولبرايت ووارن كريستوفر وجيمس بيكر وهنري كيسنجر مواقفهم وقدّموا آراءً بدت أقرب الى مواقف المرشّح الديموقراطي الى الانتخابات الرئاسية باراك أوباما منها الى منافسه الجمهوري جون ماكين.
وخلال جلسة نقاش في جامعة جورج واشنطن، أيّد وزراء الخارجية السابقون من المعسكرين فتح قنوات الحوار مع إيران وسوريا.
في الشأن الداخلي، انتُخب رئيس البرلمان الايراني، علي لاريجاني، رئيساً لكتلة المحافظين في المجلس.
وقال لاريجاني إن «عهد الأحادية والتفرّد قد ولّى من دون رجعة»، مشيراً إلى «التطورات التي شهدتها منطقة القوقاز في الفترة الأخيرة».
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)