واشنطن ــ محمد سعيدواصل الحزب الجمهوري الأميركي، أمس، مؤتمره العام التاسع والثلاثين في سانت بول في ولاية مينيسوتا في جوٍّ من الارتباك الذي سبّبه إعصار «غوستاف» والعواصف التي أثارها مناهضو الحرب على العراق، الذين نظموا تظاهرات أمام مقر الانعقاد تندّد بسياسات الإدارة الجمهورية الحالية.
ورفع المؤتمر جلسته الأولى مساء أول من أمس، بعد أقل من ساعة على إلقاء كل من السيدة الأميركية الأولى لورا بوش وخليفتها المحتملة سيندي ماكاين كلمتيهما، حيث ناشدتا الأميركيين التبرّع لضحايا الأعاصير التي ضربت السواحل الشرقية لخليج المكسيك.
ودعت سيندي إلى تضافر مساعدة المحتاجين والهاربين من الإعصار الذين يقدّر عددهم بنحو مليوني شخص. وجاءت دعوة سيندي في وقت كان فيه زوجها يزور مركزاً للطوارئ في أوهايو لإيواء النازحين.
واستغل الحزب الجمهوري عاصفة «غوستاف» لتحويل المؤتمر إلى دعاية لشعاره «الوطن أولاً». واقتصرت الفترة القصيرة من جلسة اليوم الأول على انعقاد اللجان المختصة، وتحولت حفلات الاستقبال التي نُظمت على هامش المؤتمر إلى خلايا عمل لجمع التبرّعات للمتضرّرين من الأعاصير.
ورغم الارتباك الذي خيّم على المؤتمر، رجّح مساعدون أن يقدم ماكاين خطاب قبوله ترشيح الحزب شخصياً غداً الخميس. وأبقى مسؤولون في البيت الأبيض على احتمال أن يقدّم الرئيس جورج بوش خطاباً متلفزاً للمؤتمر من واشنطن.
كذلك واجه الجمهوريون عواصف أثارها الآلاف من مناهضي الحرب على العراق من خلال تظاهراتهم التي أدت إلى وقوع اشتباكات في اليوم الأول مع الشرطة التي اعتقلت نحو 130 شخصاً، بينهم مقدّمة برنامج «ديموقراسي ناو»، آمي غودمان. واتسمت بعض التظاهرات بالعنف، واضطرت الشرطة إلى استخدام رذاذ الفلفل وقنابل الدخان لتفريق المسيرة التي انطلقت من مقرّّ برلمان ولاية مينيسوتا إلى آكسيل سنتر، حيث سيقبل ماكاين ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة، وطالبت بإنهاء الحرب على العراق.
وهتف المحتجون بشعارات مناهضة للحرب ورفعوا لافتات تنتقد بوش، وارتدى كثير منهم قمصاناً تحمل صور منافس ماكاين، الديموقراطي باراك أوباما، ورفعوا لافتات تُشير إلى أنّه لا فرق بين ماكاين وبوش.
وفي أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد «غالوب» وشبكة التلفزيون الأميركي «سي بي إس»، تبيّن تقدّم أوباما على منافسه ماكاين بثماني نقاط، فيما أعلن مسؤولون في حملة ماكاين أنّه تمكّن من جمع تبرّعات بلغت 47 مليون دولار خلال شهر آب الماضي، وهو رقم قياسي لم تحقّقه حملته.