«البلديات» تحدّد معالم «الرئاسيات» في تشيلي والبرازيل بول الأشقرولم تكن نتائج الانتخابات البلدية في تشيلي مريحة لـ«الكونسيرتاسيون»، أي الائتلاف الذي يدعم الرئيسة ميشيل باشليه ويتألف من ثلاثة أحزاب من اليسار الوسط ـــــ الاشتراكي، والشعبي الديموقراطي الذي يترأسه بيبي عوض، الفلسطيني الأصل والراديكالي، إضافة إلى الحزب الديموقراطي المسيحي الذي خرج من هذه الانتخابات ضعيفاً.
في المقابل، نجحت المعارضة «ألينسا»، أي التحالف المؤلف من حزبين يمينيين، في ضم مدينة فالباريزو إلى المدن الكبيرة التي تسيطر عليها. وللمرة الأولى منذ عودة الديموقراطية، تقدمت المعارضة بـ41 في المئة من الأصوات على «كونسيرتاسيون» الذي نال 39 في المئة في انتخابات رؤساء البلديات.
أما بالنسبة إلى أعضاء البلديات الذين يُنتَخبون بحسب النظام النسبي، فقد صمد الائتلاف الحكومي متقدماً بـ 45 في المئة من الأصوات في مقابل 36 في المئة للمعارضة. ونالت كتلة «معاً» ـــــ تحالف الحزب الإنساني مع الحزب الشيوعي 9 في المئة من الأصوات.
سياسياً، داخل «كونسيرتاسيون»، ازدادت حظوظ المرشح الاشتراكي على حساب الديموقراطي المسيحي في الرئاسيات المقبلة، وقد يكون واحداً من اثنين: الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية خوسي ميغيل إنسولزا أو الرئيس السابق ريكاردو لاغوس. أما من طرف «ألينسا» اليمينية، فالنتائج الطيبة أعادت خلط الأوراق. وتأكد سيباستيان بينييرا، رجل الأعمال الذي وصل إلى الدورة الثانية ضد باشليه، من أن حلفاءه من «الاتحاد الديموقراطي» لن ينسحبوا لأجله من الدورة الأولى.
أما في البرازيل، فلم يأت الدور الثاني للبلديات بمفاجآت تذكر. تقدمت أحزاب الموالاة وتراجعت أحزاب المعارضة. في بلدية سان بولو، حافظ جيلبير كساب، اللبناني الأصل، على 60 في المئة من الأصوات في مقابل 40 في المئة لمارتا سوبليسي، مرشحة «حزب الشغيلة».
ورغم خسارته في مدن مهمة، نال «حزب الشغيلة» أكبر عدد من الأصوات، فيما صمد الحزب «الاشتراكي الديموقراطي» المعارض. أما «الحركة الديموقراطية البرازيلية الوسطية»، التي فازت بأكبر عدد من البلديات، فهي ستكون كالعادة بيضة القبّان في الرئاسيات بين مرشح «حزب الشغيلة»، وهي على الأرجح وزيرة المكتب الرئاسي ديلما روسيف، وحاكم ولاية سان باولو، جوزي سيرا، الذي خرج من هذه الانتخابات أقوى.