بول الأشقرأشارت النتائج التي صدرت بعد ساعات قليلة من انتهاء الاقتراع للمقاعد البلدية في البرازيل، إلى أن حزب الشغيلة قد حجز من الدورة الأولى ستاً من عواصم الولايات الست والعشرين، فيما الأحزاب التالية لم تنجح في أحسن الحالات إلا في ولايتين.
وتصدّر الحزب الحاكم لائحة الأحزاب التي فازت في مدن البرازيل الـ 79 التي تضمّ أكثر من 200 ألف ناخب، إذ فاز من الدورة الأولى في 13 مدينة، بينما سيكون له حضوره في 15 مدينة أخرى في الدورة الثانية.
أما حزب الاشتراكية الديموقراطية (أكبر حزب معارض) والحركة الديموقراطية البرازيلية (تقليدية وسطية)، فقد تساويا في المرتبة الثانية. وبعيداً عن نفوذ هذه الأحزاب الثلاثة، تأتي الأحزاب المتوسطة الحجم والنفوذ التي تتقاسم بين معارضة (الديموقراطي الليبرالي) وموالية (الشيوعي والاشتراكي وغيرهم).
وكانت الدورة الأولى للانتخابات البلدية قد جرت أول من أمس، وهي انتخابات نصف الولاية، تليها كل سنتين الرئاسيات ومجلسا النواب والشيوخ، إضافة إلى حكام الولايات في الدولة الاتحادية.
ولم يحسم الاقتراع بعد في كبرى المدن مثل سان باولو وريو دي جانيرو وبيلو هوريزونتي وباهيا، إضافة إلى بورتو أليغري.
في غضون ذلك، تحاشى أي مرشح، ولو معارضاً، مهاجمة لولا الذي يؤيد إداءه ثمانون في المئة من البرازيليين، لا بل أكثر من ذلك لجأ المرشحون المعارضون في الشمال إلى عرض صورهم معه لتحييد استفادة خصومهم من هذه الشعبية في اللعبة المحلية.
ويرجَّح أن يبدأ لولا، الذي يترك الحكم بعد سنتين، في تحضير الوزيرة، ديلما روسيف من حزب الشغيلة، للانتخابات المقبلة. وديلما وزيرة قوية ومركزية في الحكومة، إلا أن شعبيتها لا تزال ضعيفة. ويراهن لولا على قدرته في نقل جزء من شعبيته لها وإقناع الناخبين بالاقتراع لمصلحتها.
وجوزي سيرا من الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحاكم ولاية سان باولو، هو الفائز السياسي الآخر من هذا الاستحقاق، لأنه نجح في إضعاف منافسيه داخل حزبه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي مدينة سان باولو، أكبر مدينة بناخبيها الثمانية ملايين، نجح سيرا ـــــ وهو خصم لولا السابق في رئاسيات 2002 ـــــ في إقصاء مرشح حزبه، جيرالدو ألكمين، حاكم الولاية السابق وخصم لولا، عام 2006، لمصلحة رئيس البلدية بالوكالة جيلبيرتو كسّاب من الحزب الديموقراطي الليبرالي. وسيتنافس كسّاب في الدورة الثانية مع مرشحة حزب الشغيلة رئيسة البلدية السابقة، مارتا سوبليسي، التي هزمها سيرا في بلديات عام 2004 قبل أن يستقيل عام 2006 للترشح لحاكمية الولاية الأغنى.